اشتهرت بدور المرأة القبيحة التي يهرب منها الرجال وكانت تعمل سجانة قبل دخولها الفن.. محطات في حياة الفنانة المصرية ماري باي باي
أوطان بوست – فريق التحرير
ماري باي باي، واحدة من أبرز كومبارسات السينما المصرية، شاركت في العديد من الأفلام المصرية منذ نهاية الأربعينات وحتى نهاية التسعينات.
بدأت مسيرتها الفنية بالظهور في مشاهد صامتة، ثم بمرور الوقت حصلت على مشاهد تحتوي على كلمة أو كلمتين.
ولكن بفضل موهبتها الفطرية تمكنت من لفت الأنظار وفازت في بعض الأفلام بمشاهد قصيرة ومميزة.
من بين المشاهد المشهورة التي ظهرت فيها، كان المشهد الذي جمعها بالفنان عبد المنعم مدبولي في فيلم “مطاردة غرامية”.
في هذا المشهد، يظهر ساجدًا تحت قدميها ويقول لها: “بوز جزمتك بيدل على أنوثة طاغية”، ثم يفر هاربًا – كما يفعل جميع الرجال في مشاهدها – عندما يرى وجهها.
نشأتها
ماري باي باي، المعروفة أيضًا باسم بهيجة محمد علي، ولدت في 29 يوليو 1917 في القاهرة، مصر.
نشأت في عائلة بسيطة، ولم تحظ بتعليم كافٍ وتعلمت القراءة والكتابة بنفسها.
بعد أن كبرت بهيجة، ظهرت ملامحها القوية وكان لديها بنية جسمانية ضخمة، مما ساعدها في العمل كسجانة في سجن النساء بالقناطر.
وهناك تعرفت الفنانة المصرية بهيجة على زميل يكبرها بخمس سنوات وتزوجا.
كانت حياة زواجها مضطربة ومليئة بالخلافات المستمرة، ولم تجد حلاً سوى الطلاق.
وبعد الانفصال عن زوجها، قررت ترك عملها في السجن، حيث كانت تكره جو السجن وتتأثر بحكايات النساء هناك.
بعد استقالتها من وظيفتها كسجانة، عملت ماري باي باي كراقصة شعبية في حفلات الأعراس.
ثم انتقلت إلى كازينو بديعة مصابني في شارع عماد الدين بوسط القاهرة، حيث عملت كواحدة من الراقصات الخلفيات للراقصة الرئيسية.
بعد انتهاء العروض على المسرح، كانت بهيجة تنزل إلى الصالة لتجلس مع الجنود الإنجليز المترددين على الكازينو.
وكانت تبهرهم بخفة ظلها وقدرتها على إثارة الحديث. عندما يقوم أحدهم بشراء زجاجة من الخمر، تستأذنه بالذهاب إلى الحمام.
وعندما تتأخر يسأل الجندي: “أين ماري؟” فيكون ردها: “ماري باي باي”. وهكذا اكتسبت لقبها الشهير.
بداياتها الفنية
بدأت بهيجة حياتها الفنية بفضل الصدفة التي جمعتها بالفنان الكبير يوسف وهبي أثناء تصوير فيلم “المهرج الكبير” في عام 1952.
واستغلت هذه الفرصة بشكل مثالي وأخبرته عن عملها في كازينو بديعة مصابني ومشاركتها في بعض الأفلام.
طلبت ماري من يوسف وهبي العمل معه في أحد أفلامه، ووافق على الفور ومنحها دورًا صغيرًا في فيلم “المهرج الكبير.”
ومن ثم انضمت لفرقته المسرحية المعروفة باسم “فرقة رمسيس”.
عملت ماري باي باي مع فرقة رمسيس في العديد من المسرحيات، ثم انتقلت للعمل مع فرقة الفنان فؤاد المهندس.
وبعدها لفرقة ثلاثي أضواء المسرح التي تضمت جورج سيدهم وسمير غانم وأحمد الضيف.
وكانت تحصل دائمًا على أدوار المرأة القبيحة التي يهرب منها الرجال.
وشاركت في العديد من الأفلام مثل “الآنسة ماما”، “لسانك حصانك”، “جعلوني مجرمًا”، “بناء حواء”، “معجزة السماء.”
بالإضافة إلى: “إسماعيل يس في الأسطول”، “النصاب”، “مطاردة غرامية”، و “البحث عن فضيحة”، وغيرها.
وفاتها
رحلت الفنانة ماري باي باي عن عالمنا في 5 أكتوبر 1997 عندما كان عمرها يناهز 80 عامًا.
وكان آخر أعمالها هو فيلم “الغيبوبة” الذي تم عرضه في يونيو 1998. شارك في بطولته عدد من النجوم مثل عزت العلايلي وليلى طاهر وفريدة سيف النصر.