تسلم رئاسة الحكم في سوريا لمدة 37 يوماً واسقط الجولان قبل أوانه .. أبرز محطات عبدالحليم خدام الذي مات ولازال حكم المؤبد يلاحقه !

تسلم رئاسة الحكم في سوريا لمدة 37 يوماً واسقط الجولان قبل أوانه .. أبرز محطات عبدالحليم خدام الذي مات ولازال حكم المؤبد يلاحقه !
أوطان بوست – فريق التحرير
يعتبر من أبرز مرافقي حافظ الأسد، وبادر للانخراط في العمل السياسي، ثم التحق بحزب البعث السوري، في السابعة عشر من عمره.
ولد في مدينة بانياس، عام 1932, وتخرج من كلية الحقوق بدمشق، ثم تزوج من نجاة مرقبي، لينجب منها أربعة أبناء.
عبدالحليم خدام وصراع المناصب
تسلل خدام إلى عالم السلطة والمناصب الرفيعة، في عام 1966, عندما تربع على عرش القنيطرة في الجولان المحتل، كمحافظاً لها.

وفي عام 1967,كانت القنيطرة تشهد حرباً قاسيةً، بين إسرائيل من جهةٍ ومصر وسوريا، في عهد حافظ من جهة أخرى.
فقد أصدر خدام حينها، بياناً عاجلاً من الإذاعة السورية، أعلن فيه سقوط الجولان السوري، بيد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
إلا أن المفارقة هنا، أن بيان عبدالحليم خدام العاجل، جاء قبل نحو 18 ساعة من سقوط الجولان بشكل فعلي.
بعد واقعة الجولان والحرب المزيفة، التي لطالما طبل لها حافظ الأسد، وأدخلها التاريخ، بدأ خدام يتدرج في عدة مناصب.
حيث تم تعيينه محافظاً لمدينة حماه، ثم محافظاً لدمشق، ليرتقي بعدها إلى منصب وزير الاقتصاد والتجارة، ثم وزيراً للخارجية السورية.
بعد وفاة حافظ الأسد، تسلٌم خدام منصب رئاسة الحكم بالوكالة، لمدة 37 يوماً، وذلك كونه النائب الأول للأسد الأب.
عبدالحليم خدام وكابوس الاغتيال
لم يكن خدام بمنأى عن محاولات التصفية والاغتيال، ولاسيما أنه الوزير الأعلى، والنائب الأول لحافظ الأسد، فضلاً عن نشاطاته الخارجية.
هذا الكابوس لم يكن يفارقه يوماً، إلى أن جاء اليوم الموعود، والساعة التي احتضر فيها كابوس التصفية، الذي لم يصبه.
ففي تمام الحادية عشرة، من صباح يوم الثلاثاء، في25 حزيران 1977, كان خدام برفقة وزير الخارجية الإماراتي “سيف بن غباش”.
حيث كان عبدالحليم، في طريقه للخروج من الإمارات، عبر مطار أبوظبي، أطلقت عدة رصاصات، كانت تستهدف نائب الأسد الأب.
لكن ماأثار الغرابة هنا، أن تلك الرصاصات لم تصب خدام، بل أصابت بن غباش، ليلقى حتفه بعد نقله إلى المستشفى.
انشقاق خدام عن حزب البعث
أعلن خدام انشقاقه عن حزب البعث، في عام 2005, وذلك بعد تدهور علاقته مع رأس العصابة الحاكمة، بشار حافظ الأسد.
ولعل انتقاده لسياسات الأسد البعثية، من أبرز أسباب انشقاقه، إضافةً لحادثة اغتيال رفيق الحريري، التي أثبت خدام ضلوع الأسد فيها.
وبعد خروجه إلى باريس، أكد خدام أن بشار الأسد هو من أعطى الأوامر لمخابراته، باغتيال رفيق الحريري، في فبراير 2005.
وفي عام 2006, أسس عبدالحليم خدام في فرنسا، جبهة الخلاص الوطني، والتي ضمت أبرز المعارضين السوريين، كجماعة الإخوان المسلمين.
المخدوم يحاكم خدام الخادم
في السابع عشر من أغسطس عام 2008, قرر نظام بشار الأسد، الانقلاب على خدام في منفاه، ومحاكمته بعد أن كشف المستور.
حيث أصدرت المحكمة الجنائية العسكرية الأولى بدمشق، قرارها رقم 405, 13 حكماً غيابياً بالسجن لمدة مختلفة.
ولعل أشد تلك الأحكام ضراوةً، تلك التي قضت عليه حكماً بالأشغال الشاقة المؤبدة، على مدة الحياة، على خلفية تهم مختلفة.
وأبرز تلك التهم، الافتراء الجنائي على القيادة المزعومة، والإدلاء بشهادات ضد الأسد، أمام لجنة التحقيق الدولية، بشأن مقتل رفيق الحريري.
إضافة لإعداده كتابات وخطابات، لم ترق لنظام الأسد، فضلاً عن اتهامه بالتخطيط والمؤامرة على اغتصاب سلطة سياسية ومدنية.
ويضاف لكل ذلك، اتهام خدام بالتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وخيانته للشعور القومي المزعوم، وعمله على النيل من هيبة الدولة.
وورد أخيراً في سجل الاتهامات الموجهة لخدام، تحريض دولة أجنبية للعدوان على سوريا، وهذا ما نال عليه عقوبة السجن المؤبد.
مذكرات خدام ووفاته
لم يتوانى خدام طيلة حياته، عن فضح نظام الأسد،كشف المستور، وذلك من خلال مذكرات لم تكشف حتى بعد وفاته.
وكيف لا يبادر لفعل ذلك، وهو ذاته الشخص التول الذي خدم تلك العائلة لسنوات طويلة، لتتم مكافأنه على ذلك بالسجن المؤبد.
فضلاً عن نسب عشرات التهم إليه، ليس آخرها التعامل مع الكيان الإسرائيلي، والنيل من هيبة الدولة وخيانة القومية المزعومة.
ومن أبرز ماورد في مذكراته، فضح قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، وكيف خطط الأسد لقتله في لبنان.
إضافة لكشف المستورر عن ملف العراق، والذي اتهم من خلال إحدى مذكراته، نظام الاسد بالتآمر والتخطيط لإطالة الحرب العراقية.
كما وذكر خدام، ملف الحرب الإيرانية- العراقية، وكيف نجح حافظ الأسد بتمكين إيران، من التغلغل في الأراضي العراقية.
وهناك الكثير من الاوراق والمذكرات، التي أعدها عبدالحليم خدام، وكشف زيف عائلة الاسد، ومشوارها في الخيانة والمكر بإسم القومية.
فقد تم الكشف عنها، بعد وفاته في فرنسا، حيث توفيي 31 مارس عام 2020, عن عمر ناهز 88 عاماً.