خبير استراتيجي يكشف دوافع ودلالات تجدد التصعيد في إدلب .. لكن ماذا عن المرحلة المقبلة ؟

خبير استراتيجي يكشف دوافع ودلالات تجدد التصعيد في إدلب .. لكن ماذا عن المرحلة المقبلة ؟
أوطان بوست – فريق التحرير
عقب غياب استمر قرابة ثلاثة أشهر، تعود محافظة إدلب السورية إلى الواجهة، في ظل استئناف نظام الأسد وروسيا قصفهما على المنطقة.
لاسيما أن صواريخاً موجهة استهدفت الجنود الأتراك، في ريف حلب الغربي، وغارات جوية روسية استهدفت المدنيين في بلدة معارة النعسان.
عودة التصعيد إلى المنطقة، ولو كان بشكل نسبي، يوحي ربما بمتغيرات أو تطورات بين الضامنين روسيا وتركيا.
تطورات أرادت موسكو أن تعبر عن غضبها منها، بقصف ما تسمى بمنطقة خفض التصعيد، ليكون ذلك بريد مرسل، على أنقرة أن تدرك رسائله.
دوافع التصعيد
يرى الخبير الاستراتيجي، العميد الركن “أحمد رحال”، أن القصف الروسي ليس غايته القتل، بقدر ماهو رسالة إلى الأطراف لاسيما تركيا.
وقال في حديث له لموقع “أوطان بوست”: إن روسيا عبرت عن غضبها من عمل مسيرات بيرقدار في أوكرانيا، من خلال التصعيد في إدلب.
وأضاف رحال أن موسكو وجهت عتباً سياسياً بطريقة عسكرية لأنقرة، وذلك بسبب مسيرات بيرقدار التي تشارك بشكل فعال في معارك كييف.
وأشار العميد إلى أن روسيا تريد كسر حاجز الصمت في إدلب، مع اقتراب جلسة مجلس الأمن، للتصويت على تمديد إيصال المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى.
حيث تريد موسكو البرهنة للمجتمع الدولي، على أن المنطقة غير مؤهلة وآمنة، لتدخل المساعدات عبرها.
وهذا ما مهدت إليه تحرير الشام قبل أشهر، عندما قبلت بدخول قافلة مساعدات من مناطق الأسد إلى المناطق المحررة، وفقاً للعميد رحال.
وأوضح العميد أن هذا التصعيد يأتي على خلفية فشل الجولة السابعة من مباحثات اللجنة الدستورية، كوسيلة ضغط على المعارضة للقبول بمضمون مقترحات وفد الأسد.
وفي ذات السياق، لفت رحال إلى أن موسكو لا زالت تصر على انسحاب القوات التركية والمعارضة إلى شمالي الطريق “إم فور”.
ونوه العميد إلى أن نظام الأسد بالمقابل، لايريد حالة أمنية مستقرة للمناطق المحررة، حتى يضمن تساوي أوضاعها بأوضاع مناطق سيطرته.
أسباب الهدوء قبل التصعيد
رحال يرى أن الملفين الأوكراني والروسي، هما ملف واحد بالنسبة لروسيا، حيث تسعى لحماية مصالحها في كلا البلدين.
وأكد العميد أن موسكو لم تكن تريد إزعاج أنقرة في المرحلة السابقة، كونها امتنعت عن العقوبات، ولم تغلق مضيق البوسفور في بداية الحرب.
عدا عن ذلك، فإن تركيا لم تقم بإرسال مقاتلين إلى أوكرانيا، واتخذت موقفاً داعماً للدبلوسية، ولعبت دور الوساطة بين موسكو وكييف.
واستبعد رحال أن تشهد إدلب حملات جوية مكثفة أو عمليات عسكرية وغيرها، مشيراً إلى أنها قد تشهد تصعيداً مضبوطاً، كورقة ضغط بين تركيا وروسيا.
وتابع العميد: موسكو تسعى للحفاظ على علاقة جيدة مع أنقرة، مستغلة بذلك علاقة تركيا غير الجيدة بالغرب سابقاً.
وفي الآونة الأخيرة، أفادت تقارير إعلامية، بتقارب تركي مع واشنطن والغرب، تجلت معالمه بالحديث عن صفقة إس400 وطائرات إف35.
وأوضح رحال أن روسيا أرادت أن تذكر تركيا بأن هذا التقارب يزعجها، وبالتالي هي تملك أوراق ضغط، من بينها التصعيد في إدلب.
وكانت طائرات حربية روسية، قد استهدفت بغارات جوية، قبل أيام، بلدة معارة النعسان بريف حلب الغربي.
إضافة إلى استهداف نظام الأسد، الجنود الأتراك في ذات المنطقة، ما أسفر عن مقتل جندي تركي.