بدأ حياته المهنية كموظف في السكك الحديدية ثم التحق بمعهد التمثيل وحصل عل العديد من الجوائز والأوسمة خلال مسيرته.. حكاية الفنان سعد أردش
أوطان بوست – فريق التحرير
في عالم الفن والثقافة المصرية، تاريخ طويل يعود للوراء يشهد على عطاء العديد من الشخصيات الفنية البارعة.
من بين هؤلاء الفنانين الذين قدموا إسهامات استثنائية في مجال المسرح، يبرز اسم سعد أردش، الذي رحل عن عالمنا في 13 يونيو 2008.
بداياته الفنية
سعد أردش، الذي وُلد في 16 يونيو 1924 في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، بدأ حياته المهنية كموظف في السكك الحديدية.
ومن خلال مخازن السكك الحديدية، قام بتقديم عروض مسرحية للهواة، إعلانًا عن انطلاق مسيرته الفنية.
رحلة التعلم والتأثير
انتقل الفنان المصري إلى القاهرة للالتحاق بمعهد التمثيل، حيث حصل على دبلوم المعهد عام 1950.
ثم التحق بجامعة عين شمس ليحصل على ليسانس في الحقوق عام 1955. كما حصل على الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح بروما عام 1961.
تأثير برتولت بريخت
عاد أردش من بعثته في أوائل الستينات، حاملاً معه فكر المسرحي الألماني برتولت بريخت ونظريته في كسر الإيهام.
قرر أردش تقديم عدد من المسرحيات الرائدة، بداية من “دائرة الطباشير القوقازية”. وظل وفياً لأفكار بريخت طوال حياته الفنية.
تأسيس مسرح الجيب
في الستينات، أسس أردش مسرح الجيب، الذي تحمله مسؤوليته تقديم العروض التجريبية والطليعية. وشغل أردش أيضًا منصب مدير المسرح.
ذروة المسيرة الفنية
رغم الإخفاق الذي تكبده بإخراجه لمسرحية “هالو شلبي” للقطاع الخاص، استطاع أردش أن يتجاوز هذه المحنة بسرعة ويستمر في تقديم أعمال مسرحية وسينمائية مميزة.
من أشهر أعماله “سكة السلامة”، “المال والبنون”، “عطوة أبو مطوة”، “الأسطى حسن”، و”شباب امرأة”.
جوائز وتكريمات
حصل سعد أردش على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة.
المؤلفات والدراسات
لم يقتصر إرث أردش على أعماله الفنية فقط، بل تجاوز ذلك إلى المجال الأكاديمي.
قدم الفنان الراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث، مثل “المخرج في المسرح المعاصر”، و”خادم سيدين”، و”ثلاثية المصيف”، و”جريمة في جزيرة الماعز”.
ختام
رحيل سعد أردش كان خسارة كبيرة لعالم الفن المصري، فقد ترك بصماته الواضحة في المسرح والسينما.
إن إرثه الفني والأكاديمي يظل حاضراً، ملهمًا الأجيال الجديدة ومستمرًا في إثراء المشهد الثقافي المصري.