كاتب سوري: يكتب في النظام والسياسة الأمريكية وتغيير السلوك
خاص أوطان بوست – د. مأمون سيد عيسى
يبدو اليوم جدا كئيب تصلنا أخبار الصباح, وصل كورونا الى الشمال السوري، جيمس جيفري يؤكد من جديد لا نسعى لتغيير النظام، بل مهتمون بتعديل سلوكه.
تثير تلك العبارة الهواجس والخوف في النفس من جديد هل الأسد قدرنا وهل سيرافقنا الى نهاية هذا العمر.
يبدو تصريح جيفري مقطعا من مسرحية لصموئيل بيكيت في مسرح اللامعقول.
يطبع ذلك المسرح كالسياسة الأمريكية علاقات وسلوكيات غير مبررة أو معقولة تغلق بوابة الأمل بقدوم الخلاص.
إقرأ أيضاً: مأمون سيد عيسى يكتب لــ “أوطان بوست” مراجعات في الثورة السورية
يبدو التصريح امتدادا للسياسة الأمريكية في طرح مفاهيمها الخارجة عن ما يدعى القيم السياسية.
تعود بنا الذكرى لأوباما وخطوطه الحمر ومفهومه الغريب عن العدالة في إعفاء المجـ.ـرم من القـ.ـتل إذا سلم سلاحه، حتى لوكان سـ.ـلاحا كيماويا ذو إبادة شامل.
نتذكر العراق وحـ.ـرب الثلاث عشر عام و ذاك الحصار، يقول رئيس المفتشين الدوليين حينها أسفين لم نعثر على أسـ.ـلحة الدمـ.ـار الشامل.
لكن بوش يمضي في حـ.ـربه يدمر العراق فوق أهله ويسلمه بعدها لولي الفقيه.
لا يترك الابن الضال سلاح دمار شامل لم يستخدمه عملا في اجسادنا، يعيد الغرب مقولته لا شيء يهم، لكنه يخصص لنا المساعدات في مؤتمر بروكسيل كل سنة حتى لا يؤنبه الضمير وكي لا نموت من الجوع بل يكون ذلك بطرق شتى.
تجوب أقمار الاتصالات الأمريكية السماء حول الأرض، تعرف ماذا يهمس شخص لخليلته ليلة الخميس.
لكنها تعجز عن معرفة من استخدم السـ.ـلاح الكيماوي في الغوطة و سراقب وخان شيخون.
إقرأ أيضاً: ردّاً على أردوغان .. روسيا تدعم بناء كنيسة مصغرة باسم “آيا صوفيا” في سوريا
تترك ذلك الملف غامضا مائعا يضيع به حق الأطفال السوريين الذين ماتوا خنقا بغاز السارين.
يفاجئ العالم الساكت عن إبادتنـ.ـا عشرة أعوام وباء كارونا، يتساقط الملايين في دول العالم مصابين ومئات الألوف ضحـ.ـايا.
أكثرهم في بلاد العم سام , تتعطل الأسواق وتتقطع سلاسل التوريد وتغلق المصانع وتصل خسـ.ـائر الاقتصاد إلى اليومية إلى أرقام من فئة المليارات.
يتذكر العالم حينها ذلك الطفل السوري الذي قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة سأخبر الله بكل شيء ويبدوا أنه بالفعل قد أخبره.
في صيرورة الاحداث تبدو الولايات المتحدة مستعدة لبيع كل مفردات قائمة حقوق الإنسان وكل موت وتشريد الملايين من أجل مصالحها ومصالح إسرائيل في تدمير المنطقة.
إقرأ أيضاً: بعد أن امتلأ باللصوص من يعيد البرلمان لسوريا والسوريين ؟ من أول برلمان سوري وصولاً إلى مزرعة الأسد
تسارع إدارة أوباما إلى مقايضة إزاحة نظام بشار بالاتفاق النووي مع ايران لتطلق يد مغول العصر يعيثوا الدمار والموت بنا.
يكمل الروس ما عجز عنه الإيرانيين على احسن وجه ويعترفوا بتجريب مئات الأسـ.ـلحة الجديدة على أجسادنا وقرانا والمدن.
إقرأ أيضاً: يوم هـ.ـرب الأسد وأنقذه صدّام وأطعِم الجيش العراقي في إدلب .. حـ.ـرب تشرين وزيف الانتصار
لا يرغب الأمريكان بتغيير النظام السوري، ليس حبا فيه، يعرفون أنه الصندوق الأسود لملف الإرهـ.ـاب في العالم الذي لو فتح ستنكشف الحقائق وتظهر سياسات الدول التي صنعت بالتعاون مع الأسد وغيره منظومة الإرهـ.ـاب.
يتابع الابن الضال سياسة أبيه في التحكم بمجموعات صنعها أو تمكن من اختراقها عبر سنين.
يشارك الأسد معلوماته أجهزة الغرب بل ينجح في خلق سوقاً خاصة به، يصنع به الإرهـ.ـاب ويورده ويحـ.ـاربه بنفس الوقت ويحوله إلى بضاعة تمكّنه من انتزاع موقع الشريك الذي لا يستغنى عنه في الحرب على ذلك الإرهاب، بل يكون أحد أبرز سدنتها.
تتوارد الأسئلة، إلى متى يستطيع الأسد الرقص فوق الحبال ومتى زمن وقوعه في قفص العدالة، يبدو الجواب كأنه قبض من رمال في ريح تهب على صحراء الربع الخالي.
خاص أوطان بوست
بقلم: د. مأمون سيد عيسى
تفصل بمتابعتنا على منصة أخبار جوجل نيوز من هنا، وقناة أوطان بوست على التيلجرام من هنا