إسرائيل تبرم صفقة عسكرية ضخمة مع اليونان لمواجهة تركيا .. والصناعات الدفاعية التركية تحقق أرقاماً قياسية في 2020

إسرائيل تبرم صفقة عسكرية ضخمة مع اليونان لمواجهة تركيا .. والصناعات الدفاعية التركية تحقق أرقاماً قياسية في 2020
أوطان بوست – وكالات
كشفت أوساط عسكرية إسرائيلية بارزة، النقاب عن أن وزارة الحـ.ـرب “وقعت اتفاقية عسكرية كبيرة مع اليونان بقيمة 1.68 مليار دولار على مدى 20 عاما”.
وأوضحت أنه بموجب الاتفاقية الجديدة، “ستكون هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية المعروفة باسم “ألبيت” مسؤولة عن مجمع تدريب لسـ.ـلاح الجو اليوناني
وسيشتري اليونانيون 10 طائرات من طراز Lavi، وسيدفعون تكاليف أجهزة المحاكاة والتدريب والمساعدة اللوجستية”.

وأضاف موشيه كوهين في مقاله في صحيفة “معاريف”، وترجمته “عربي21″، أن “الاتفاقية تمت بشأن إنشاء مركز للتدريب على الطيران لسـ.ـلاح الجو اليوناني بين وزارتي الحـ.ـرب الإسرائيلية واليونانية
وأنه وفقا للاتفاقية ستتم المساعدة في تحديث طائرات T-6 Lark، وتوريد أجهزة محاكاة، والتدريب، والخدمات اللوجستية”.
ونقل عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “الاتفاقية تعكس العلاقات الممتازة والمتطورة بين إسرائيل واليونان
وهذه شراكة طويلة الأمد تخدم مصالحهما، فيما اتصل وزير الحـ.ـرب بيني غانتس هاتفيا مع نظيره اليوناني نيكوس باناغيوستوبولوس
واعتبر، أن الاتفاقية تعبير عن شراكة ستعزز الاستقرار في منطقة البحر المتوسط، وتخلق مئات الوظائف في كلا البلدين”.
أما يائير كوليس رئيس شركة “ألبيت” في وزارة الحـ.ـرب الإسرائيلية، فقال إن “موافقة الحكومة اليونانية على الاتفاقية خطوة تاريخية أخرى في تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين
لأننا لسنا أمام اتفاقية تصدير عسكري فحسب، بل شراكة لمدة عشرين عاما على الأقل
والاتفاق يمنحنا تفوقا نوعيا لتقديم هذه القدرة الهامة للقوات الجوية اليونانية، ونعتقد أنها ستسهم في زيادة تعزيز العلاقات الثنائية بين إسرائيل واليونان”.
الصـ.ـراع مع تركيا
موقع “ناتسيف نيت” للشؤون العسكرية الإسرائيلية، علق بالقول: “نحن أمام صفقة أمنية واسعة النطاق مع اليونان
لأن الأخيرة تسعى للحصول على مساعدة إسرائيل لتدريب قواتها الجوية على خلفية الصـ.ـراع مع تركيا، وهو ما تم بالفعل من خلال هذه الصفقة”.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته “عربي21” ورصده أوطان بوست، أن “المعلومات حول المفاوضات العسكرية بين إسرائيل واليونان كانت معروفة لتركيا من مصادرها الاستخباراتية
وربما ذلك ما دفعها لإبداء بعض جوانب التقارب معها تحت إغراء إمكانياتها الاقتصادية الهائلة، لأن هذه الاتفاقية مع اليونان تعد صغيرة نسبيا مقارنة بالإمكانيات التركية”.
قلق تركي
وأوضح أن “تركيا تخشى من حقيقة أن إسرائيل ستدرب القوة الجوية اليونانية على مهام قتالية، جنبا إلى جنب مع طائرات “أف35” التي اشترتها من الولايات المتحدة
ما سيؤدي إلى كسـ.ـر التفوق العسكري التركي الضخم على اليونان، وإجـ.ـبارها على تقديم تنازلات لأثينا
مثل وقف التنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط، وملكية الأراضي التي تدعي اليونان ملكيتها، في حين أن تركيا لا تعترف بها”.
الصناعات الدفاعية التركية تحقق أرقاماً قياسية
وفي المقابل، أظهرت بيانات رسمية تركية، أن شركات الصناعات الدفاعية التركية حطـ.ـمـ.ـت أرقاما قياسية مع حجم مبيعاتها خلال عام 2020 مقارنة مع نظيراتها الدولية.
ووفقاً لدراسة نشرها مركز “ستراتفور” للدراسات، فإن الإحصائيات الرسمية التركية تشير إلى أن الصناعات الدفاعية التركية المحلية باتت فعليا تلبي 70% من متطلباتها العسكرية
مقارنة بحوالي 20% فقط عندما صعد “العدالة والتنمية” إلى السلطة عام 2003، مما جعلها أكثر قدرة على مواجـ.ـهة حظر الأسلـ.ـحة
ومكنها من الظهور بقوة والاستعداد للبقاء، بعد أن خاضت تجربة مؤلمة في عمليات الحـ.ـظر، التي كان آخرها الحظر الأوروبي والأميركي جراء عملية نبع السلام، شمالي سوريا.
وارتفع عدد الشركات التركية في قائمة “أفضل 100 شركة للصناعات الدفاعية” الأكثر شهرة عالميا، إلى المرتبة السابعة
وتشير الإحصاءات إلى انخفاض واردات الأسـ.ـلحة التركية خلال الفترة ما بين عامي 2015 و2019 بنسبة 48% مقارنة بخمس سنوات سابقة، بالرغم من عملياتها ضد تنظيم “بي كا كا” الإرهـ.ـابي، وفي كل من سوريا وليبيا.
وحققت تركيا قفزات ملحوظة في صادرات الصناعات الدفاعية؛ إذ بلغت صادراتها 2.2 مليار دولار عام 2018، بنسبة زيادة بلغت 17% عن العام السابق

وتزايدت إلى 3 مليارات دولار بنهاية عام 2019، وهو الرقم الذي أهل أنقرة لتشغل المرتبة 14 بين العواصم الأكثر تصديرا للأسـ.ـلحة في العالم
وهذا وفق تقرير “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” الذي أشار كذلك إلى أن صادرات الأسـ.ـلحة التركية ارتفعت بنسبة 170% خلال السنوات العشر الماضية.
وتشغل الولايات المتحدة الأميركية مركز المستورد الأول للأسـ.ـلحة من تركيا، تليها ألمانيا ثم سلطنة عمان في المركز الثالث
فضلا عن الطفرة الكبيرة في الصادرات إلى دول صديقة مثل قطر، حيث بلغت قيمة صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية والجوية إلى قطر، 138 مليونا و753 ألف دولار منذ مطلع عام 2020، محققة زيادة بنسبة 1336.6% مقارنة بالعام السابق.
وتم إبرام العديد من صفقات الأسـ.ـلحة الكبرى مع باكستان، بما في ذلك صفقات تسليم 30 طائرة مروحية مقـ.ـاتلة، و4 سفن حـ.ـربية من نوع “فرقاطة.”
وباعت تركيا مئات المـ.ـدرعات المضادة للألـ.ـغـ.ـام من طراز “كيربي” إلى تونس وتركمانستان
وصدّرت حاملات جنود مدرعة من طراز “كوبرا” إلى دول مثل البحرين، وبنغلاديش، وموريتانيا، ورواندا
كما اتفقت تركيا وأوزبكستان على إنتاج ألف مدرعة من نوع التنين على الأراضي الأوزبكية، وهو ما يسهم في انفتاح الصناعات الدفاعية التركية على الأسواق الآسيوية.
وفي معرض تعليقه على الأمر، أكد مدير الدراسات الاقتصادية في مركز “أورسام” بأنقرة، رجب يورولماز، أن سوق الدفاع العالمي يشكل أحد أهم المدخلات الاقتصادية للدول المصدرة للأسـ.ـلحة، ومنها تركيا، بحسب ما نقله تقرير لـ “الجزيرة نت.”
ولفت إلى أن الصناعات الدفاعية التركية لا تتكون من تجارة الأسلحة فحسب؛ بل تتكون من مزيج من المجالات المختلفة مثل التعليم، والقوى العاملة المدربة
ومجالات التوظيف الجديدة، والبنية التحتية الاستثمارية القطاعية الواسعة، والتطورات العلمية والتكنولوجية، وتوسيع نطاق المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، وتغذية القطاعات الأخرى.
وأوضح “يورولماز” أن الصناعات الدفاعية تحولت من استثمار عديم الجدوى إلى مكسب اقتصادي طويل الأجل
مبيناً أن ” سياسات التأميم التي اتبعتها حكومة حزب العدالة والتنمية، التي وصلت إلى السلطة بعد الأزمة المالية عام 2001،
والإصلاحات الاقتصادية التي طُرحت في هذا الاتجاه، ساهمت في تطوير الصناعات الدفاعية”.
وأضاف الخبير الاقتصادي التركي أن “حجم الإنتاج وصادرات الصناعات الدفاعية يكشف مساهمة هذا القطاع في تنمية اقتصاد تركيا
وحل مشـ.ـكلة عجز التجارة الخارجية، وهي أحد أكثر العوامل هشاشة في اقتصاد البلاد، كما ساهم مؤخرا في ارتفاع قيمة العملة التركية بشكل غير مباشر”.
وفي إطار خطة استراتيجية، وفي نهاية 2018، أصدرت رئاسة الصناعات الدفاعية التركية خطتها الإستراتيجية للفترة 2019-2023، التي تهدف إلى زيادة إيرادات قطاع الدفاع التركي إلى 26.9 مليار دولار
وزيادة الصادرات إلى 10.2 مليارات دولار، وتلبية 75% من الاحتياجات العسكرية للبلاد محليا في 2023، مقارنة بـ65% في 2018.
واستنادا لبيانات رابطة مصنّعي صناعة الدفاع والطيران التركية للعام 2019، التي تمّ نشرها في أبريل/نيسان 2020، زادت صادرات القطاع في 2019 بنسبة 40.2% لتصل إلى 3.1 مليارات دولار، مقارنة بـ2.2 مليار دولار في 2018.
كما زادت المبيعات الإجمالية بنسبة 24.2% لتصل إلى 10.9 مليارات دولار، مقارنة بـ8.8 مليارات دولار عام 2018.
وحددت تركيا أهدافا إستراتيجية بحلول عام 2053، مثل جعل الصناعات الدفاعية التركية مستقلة بنسبة 100%
وشغل 10 شركات تركية قائمة أكبر 100 شركة دفاعية في العالم، وزيادة قدرتها التصديرية إلى 50 مليار دولار، وكان لتفشي فيروس كورونا، تأثيره على الصناعات الدفاعية كما القطاعات الأخرى.
وقدمت الشركات الرائدة ذات المساهمات الكبيرة في الصناعات الدفاعية دعمها للقطاعات المحتاجة من خلال خطوط إنتاجها أثناء أزمة الوباء
فمثلا حولت شركة الآلات والصناعات الكيميائية “إم كيه إي كيه” (MKEK)، التي تنتج معدات للقوات المسـ.ـلحة التركية، جهودها للتركيز مؤقتا على معدات الحماية والمعدات الطبية عبر مصانعها.
وعملت شركة التكنولوجيا “نانوبيز” بالتعاون مع رئاسة الصناعات الدفاعية ووزارتي التكنولوجيا والصحة على إنتاج أجهزة للكشف عن فيروس كورونا.
وتعاونت شركتا “أسيلسان” (ASELSAN) و”بايكار” (BAYKAR) مع شركتي “أرتشليك” (Arçelik) و”بيوسيس” (BIOSYS) لإنتاج أول جهاز تنفس صناعي محلي الصنع في تركيا.
استمرت الشركات التركية في عقد صفقات دفاعية جديدة، وتقديم أنظمة للعملاء خلال فترة الوباء، ففي 23 مارس/آذار الماضي
وقعت الهند صفقة بقيمة 2.3 مليار دولار مع مجموعة “تي إيه آي إس” (TAIS) التركية لبناء السفن، يتم بموجبها بناء 5 سفن معاونة يبلغ وزنها 45 ألف طن لصالح البحرية الهندية.
ووقعت أسيلسان اتفاقيات مع البحرين وكازاخستان ودولة عضو في الناتو لم يتم الإفصاح عن اسمها لمنظومات أسـ.ـلحة متطورة يتم التحكم بها عن بعد.
وتم مؤخرا توقيع عدد من الاتفاقيات مع أوكرانيا في مجال إنتاج ومشاركة تكنولوجيا سفن “فرقيطة” (أكبر من فرقاطة) والطائرات المسـ.ـلحة بدون طيار.
