الأنظمة الدكتاتورية لا تنتصر للديمقراطية

الأنظمة الدكتاتورية لا تنتصر للديمقراطية
أوطان بوست – رأي – محمد المياس
عملت الإمارات سرًا وعلانية على ضمان هيمنة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، وسيطرة ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي على جنوب اليمن.
وذلك في محاولة لتعزيز نفوذها الإقليمي إلا أن محاولاتها في الجمهورية الليبية بدأت تفشل كون حليف ليبيا ليس خليجيًا.
علمًا بأن الحليف صاحب الهدف والمبدأ الواضحين يختلف تماما عن الحليف الذي جاء للبحث عن مصالحه وأطماعه وإن كانت على حساب حلفائه.
كما أن الحليف الذي يمارس نظام الحكم الدكتاتوري على شعبه لن ينتصر لديمقراطية شعب آخر.
عمومًا؛ ليبيا البلد الذى يعيش فوضى عارمة منذ انقلاب اللواء حفتر على الحكومة الشرعية، يعلن انتصاراته اليوم بعد أن سيطر الجيش الوطني الليبي على العاصمة طرابلس بالكامل.
ومدينة ترهونه وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي؛ بدعم ومساندة قوات من الجيش الوطني التركي.
إقرأ أيضاً: هل الأسد على وشك السقوط؟. هناك أربعة سيناريوهات في الأفق
الجدير بالذكر أن مليشيا حفتر الإنقلابية في ليبيا كانت أكثر سيطرة على الأرض خصوصا على المواقع الحيوية، والإقتصادية للدولة من قوات الجيش الوطني الليبي.
عكس حال مليشيا الحوثي الإنقلابية في اليمن إلا أن حليف الحكومة الشرعية الليبية – تركيا – أحرز انتصارًا كبيرًا على مليشـ.ـيا اللواء المتقاعد حفتر الإنقلابية خلال فترة زمنية بسيطة كونه كان حليفا له أهداف واضحة خلاف الحلفاء الخليجيون في اليمن الذين انحرفوا عن مسارهم وأهدافهم بحثا عن تحقيق مصالحهم وأطماعهم في جنوب اليمن.
فضلا عن عدم تحقيقهم أي انتصار يذكر منذ ست سنوات من إعلانهم عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية اليمنية المنقلب عليها من قبل جماعة الحوثي المليشـ.ـياوية.
الدكتاتورية لن تنتصر للديمقراطية !
تحاول الأنظمة الخليجية الدكتاتورية أن تثبت لشعوبها فشل الأنظمة الديمقراطية، والتي يشكل نجاحها في اليمن خطرًا كبيرًا على نظامهم الدكتاتوري.
لذا من الخطأ أن تعتمد دولة ديمقراطية، على دول خليجية تأسست على الأنظمة الدكتاتورية في الإنتصار لجمهوريتها وديمقراطيتها.
وما تعيشه اليمن منذ ست سنوات من صـ.ـراعات وخـ.ـلافات داخل منضومة الحكومة الشرعية اليمنية سببه الحليف الدكتاتوري الذي لا يؤمن بالديمقراطية.
إقرأ أيضاً: أردوغان: عظمة تركيا لا تقاس بالمدى الذي تصل إليه أسـ.ـلحتها بل بإنسانيتها
والذي يسعى في محاولاته إلى أن يعود باليمن إلى مرحلة التشظي، بإعادة الحكم الإمامي إلى شمال اليمن واستعمار جنوبه.
كذلك الأمر في ليبيا .. لو لم تكن تركيا ديمقراطية لما انتصرت للديمقراطية في ليبيا.
أخيرًا وبعيدًا عن حظنا اليمني السيء وواقعنا الأسوأ؛ نحن سعداء لأجل ليبيا وشعبها ونبارك لهما هذا الإنتصار .
بقلم: محمد المياس