عنصر أمن عام يخطف قلوب السوريين: “حمايتهم واجبي حتى في المظاهرات”
أوطان بوست – فريق التحرير
في خضم موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدة مناطق في الساحل السوري وحمص خلال الساعات الماضية، برز عنصر من الأمن العام يدعى محمد، ليصبح حديث السوريين ومثار إعجاب واسع بعد موقف نادر التكرار في الشارع السوري.
ثبات تحت المطر… وموقف ينال إشادة واسعة
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة وفيديو قصيرَين يظهر فيهما الشاب محمد واقفاً تحت المطر، ثابتاً في مكانه، رغم الهتافات العالية والاستفزازات التي أطلقت حوله خلال الاحتجاجات الأخيرة.
ورغم بروز التوتر في المكان، التزم العنصر الشاب الهدوء الكامل دون أي رد فعل، ما اعتبره كثيرون تصرفاً مسؤولاً يعكس تغيراً في أداء الأجهزة الأمنية في سوريا الجديدة.
“واجبي حماية الناس… وحق التظاهر مشروع”
محمد، وهو شاب من مدينة إدلب ينحدر من عائلة كانت قد خسرت أحد أبنائها بسبب معارضتها لنظام الأسد
تحدث للإعلام قائلاً إن مهمة الأمن العام “هي حماية الناس قبل أي شيء”، مؤكداً أن حق التظاهر مكفول في سوريا الجديدة.
وأضاف أن سوريا تمر بمرحلة بناء دولة جديدة، وأن الرد على الاستفزاز بمثله “يؤخر عجلة التطور”، مشدداً على أن عناصر
الأمن العام سيظلون إلى جانب المواطنين ولن يعودوا إلى الممارسات القمعية التي كانت سائدة في عهد النظام السابق.
تفاعل فني وشعبي واسع
الفنانة السورية رودينا لاذقاني كانت من أوائل المتفاعلين مع الفيديو، إذ نشرت المقطع عبر حسابها وكتبت: “بمثلك يعمر البلد”.
وتوالت التفاعلات من صفحات وشخصيات عامة، أعادت نشر الفيديو وأثنت على تصرف الشاب الذي وصفه البعض بأنه نموذج لـ”الأمن الجديد” في سوريا.
احتجاجات في حمص والساحل
بالتوازي مع قصة محمد، شهدت مدينة حمص احتجاجات لمواطنين سوريين، طالب خلالها المحتجون بمحاسبة المسؤولين عن الفوضى، واستعادة الأمن، وتعزيز اللامركزية.
كما دعوا إلى إطلاق سراح عسكريين اعتُقلوا بعد سقوط النظام السابق ممن كانوا ضمن جيشه.
واستمع المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، إلى شكاوى الأهالي في حي الزهراء خلال جولة ميدانية.
وفي طرطوس واللاذقية وجبلة، خرجت مظاهرات مشابهة طالبت بإطلاق سراح المعتقلين وتطبيق اللامركزية، وفق ما نقله ناشطون ومصادر إعلامية.
كما خرجت احتجاجات في دوار الزراعة ودوار الأزهري باللاذقية وسط انتشار أمني ملحوظ.