بشار الأسد يلتقي بوفد روسي .. لافروف يبحث ملفين في دمشق وتوافق روسي تركي حول التحركات الأمريكية
أوطان بوست – فريق التحرير
أفاد رأس النظام السوري “بشار الأسد”، بأنه جرى إحراز تقدم على صعيد إيجاد حلول مقبولة بشأن عدد من القضايا مع الوفد الروسي الذي يزور دمشق حالياً.
وذكر الأسد خلال اجتماعه بالوفد الروسي الاثنين، أن تم بحث العقـ.ـوبات المفروضة على الشركات الروسية في سوريا، مبيناً أن نظامه يهتم بالاستثمارات الروسية.
وزعم أن السوريين يقدرون التدخل العسكري والسياسي والاقتصادي لروسيا في بلادهم، مدعياً أن ذلك يسهم في استعادة الأمن وتجاوز ما وصفه بـ”الإرهـ.ـاب السياسي”.
وضم الوفد الروسي الذي التقى به بشار الأسد في دمشق اليوم، نائب رئيس الوزراء الروسي، “يوري بوريسوف”، ووزير الخارجية “سيرغي لافروف”.
بدوره، أكد “بوريسوف” أن بلاده تقدر علاقات الشراكة القائمة بين موسكو ودمشق، مشيراً إلى رفضها العقـ.ـوبات الأمريكية ممثلة بقانون “قيصر”.
ووصل إلى العاصمة دمشق وفد روسي، يرأسه وزير الخارجية “سيرغي لافروف”، في أول زيارة له إلى الأراضي السورية منذ عام 2012.
دعم روسي حاسم
فيما ادعى وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، أن سوريا انتصرت في الحـ.ـرب على الإرهـ.ـاب بدعم روسي حاسم، مؤكدا على أن موسكو ستدافع عن مبدأ سيادة سوريا واستقلاليتها.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي في دمشق مع وزير خارجية نظام الأسد “وليد المعلم”: “بالدعم الحاسم من روسيا انتصرت سوريا على الإرهـ.ـاب الدولي وعلى القوى الخارجية الداعمة له والتي سعت لتدميرها”.
وأشار الوزير الروسي؛ إلى أن “بعض الدول والقوى الخارجية تحاول تمرير مخططاتها الخاصة وخنق الشعب السوري باستخدام العقـ.ـوبات الاقتصادية”.
من جهته، قال وزير خارجية نظام الأسد “وليد المعلم”؛ إن الوفد الروسي الذي يضم إلى جانب لافروف، نائب رئيس الوزراء الروسي “يوري بوريسوف” أجرى لقاء مثمرا مع “بشار الأسد” شمل مختلف جوانب التعاون الثنائي والوضع السياسي في سوريا والمنطقة.
وأضاف المعلم؛ “تربط بين روسيا وسوريا علاقات شراكة في مختلف المجالات، ونبذل قصارى جهدنا لتعزيزها”.
ووصل في وقت سابق وفد من الحكومة الروسية برئاسة نائب رئيس الوزراء “يوري بوريسوف” والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، نائب وزير خارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
فيما تعتبر زيارة وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى العاصمة السورية دمشق، الإثنين 7سبتمبر/2020، في أول زيارة له منذ عام 2012.
وحظيت زيارة الوفد الروسي إلى سوريا، باهتمام المراقبين وسط توقعات بأن تحمل الزيارة، ملفات غير اعتيادية.
وبحسب مصادر إعلامية؛ فإن لافروف والوفد الروسي يبحثان في سوريا، جملة من الملفات، على رأسها الملفات المتعلقة بالوضع الميداني في شمال غرب سوريا.
حيث جرى حول هذه المنطقة تفاهمات تركية- روسية، وكذلك ملف “اللجنة الدستورية”، وآخرها الوضع الاقتصادي السوري المتدهور.
العودة إلى شهر شباط/فبراير 2012
وفي السياق، اعتبر الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي “رائد جبر”، أنه من الضروري العودة إلى شهر شباط/فبراير 2020، تاريخ أول زيارة لوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى سوريا، بعد انـ.ـدلاع الثورة السورية 2011.
وصرح جبر لـ عربي 21 بحسب ما رصد موقع أوطان بوست؛ إن الزيارة الأولى مهدت للانخراط الروسي الكامل في الملف السوري.
ورأى جبر، أنه من السهل الآن التوقع بأن الزيارة هذه لن تكون عابرة، مضيفا، إن كانت روسيا بغرض إرسال رسائل للأسد، لكانت قادرة على ذلك، من خلال المبعوث الرئاسي الروسي الخاص لها في دمشق، ألكسندر لافرنتيف”.
وتساءل جبر، هل باستطاعتنا القول إن هذه الزيارة تحمل تغييرا في السياسة الروسية تجاه الملف السوري؟
وأجاب: “لا أعتقد، عودتنا روسيا على ألا تجري تغييرات في سياساتها الخارجية”.
لافروف يبحث ملفين في دمشق
ومن المتوقع، بحسب جبر، أن تكون الزيارة مخصصة لتناول ملفين في غاية الأهمية، الأول اقتصادي، متعلق بالأوضاع الاقتصادية المعقدة السائدة في سوريا.
حيث الوضع الإنساني والمعيشي الصعب نتيجة كورونا وتأثيرات عقوبات “قيصر” الأمريكية، حيث تخشى روسيا من انهيار اقتصادي كامل.
أما الملف الثاني، بحسب مايرى الكاتب، أن روسيا بصدد وضع ملامح سياسية لتحريك الملف السياسي بشكل جاد، موضحا: “يبدو أن الرؤية الروسية للحل في سوريا قد نضجت.
حيث كانت ترى موسكو أن اللجنة الدستورية بوابة للحل السياسي، لكنها اليوم ترى أن تشمل كل الملفات التي ينص عليها القرار الأممي 2254، أي الدستور، والمرحلة الانتقالية، والانتخابات”.
خارطة طريق للتحركات الروسية بالملف السوري
وبناءا على ذلك، يعتقد الكاتب، أن الزيارة ستؤسس لوضع خطة طريق شاملة للتحركات الروسية المقبلة في الملف السوري.
وقال جبر؛ إن “هذه الخارطة تأتي بعد تلقي موسكو رسائل أمريكية واضحة، تجلت في الدعم الأمريكي للمسار السياسي في جنيف، وهو ما تأكد بعد زيارة جيمس جيفري إلى جنيف، قبيل الجولة الأخيرة من محادثات الدستور”.
وتابع حديثه بقوله؛ “يبدو أن الموقف الدولي حيال سوريا نضج بما فيه الكفاية، ويبدو أن إطـ.ـلاق العملية السياسية بات قريبا”.
وأشار جبر، إلى كل ذلك لا يعني أن هناك تفاهمات كاملة روسية – أمريكية حول سوريا.
الضغط على بشار الأسد
وبحسب تقارير صحفية، تم تداولها في الأونة الأخير نقلاً عن مصادر في المعارضة السوري، أشارت إلى تأكيدها أن لافروف سيضع النظام بمواجـ.ـهة الحقائق الصعبة التي ترفض دمشق الاعتراف بها.
وهي أنه من دون تقديم تنازلات حقيقية على الصعيد الدبلوماسي والسياسي فإن الأمور ستتجه للأسوأ، خاصة مع تصاعد هجـ.ـمـ.ـات تنظيم الدولة في البادية السورية.
وإعلان الولايات المتحدة تأييدها للموقف التركي في إدلب، الأمر الذي شجع أنقرة على إطـ.ـلاق تصريحات قوية خلال اليومين الماضيين.
وبحسب المصادر، فإن موسكو طلبت من واشنطن، التريث في إصدار الحزمة الرابعة من العقـ.ـوبات الاقتصادية ضمن قانون “قيصر”، ووعدت بممارسة ضغط أكبر على النظام للانخراط الجدي في العملية السياسية المتعثرة حتى الآن.
توافق روسي تركي حول التحركات الأمريكية
من جهته، ربط الباحث المختص بالشأن السوري “أحمد السعيد” بين قدوم لافروف إلى دمشق، والمباحثات التي أجرتها موسكو وأنقرة حول الملف السوري.
وفي تصريحات أدلى بها لـ عربي 21، رصدها موقع أوطان بوست، أشار السعيد إلى ما يبدو توافقا روسيا تركيا على النظر بعين الريبة إلى التحركات الأمريكية شرق الفرات.
وهذا تحديدا بعد الإعلان عن اتفاق نفطي هو الأول من نوعه بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وشركات أمريكية.
واعتبر السعيد، أن زيارة الوفد الروسي إلى سوريا، تهدف إلى تهدئة الأوضاع في إدلب وجعل اتفاق إطـ.ـلاق النـ.ـار المنفذ منذ آذار/مارس الماضي مستداما، بما يخدم التحركات الروسية- التركية المشتركة في منطقة شرقي الفرات.
وتجدر الإشارة، إلى أن الوفد الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي “يوري بوريسوف” بدأ أعماله في العاصمة السورية دمشق، واجتمع مع رأس النظام بشار الأسد، بحسب الإعلام الموالي.