
تأجير الأرحام يقتحم مناطق الأسد؛ وخلاف بين امرأتين على أمومة طفل .. ما موقف الشرع ؟
أوطان بوست – فريق التحرير
تداولت صفحات موالية لنظام الأسد، قصة نـ.ـزاع امرأتين على أمومة طفل، بعدما قامت إحداهن بتأجير رحمها للأخرى التي تعاني من مشـ.ـاكل صحية تمنـ.ـعها من الإنجاب.
وقالت صفحة “صاحبة الجلالة”؛ إن النـ.ـزاع حدث بين امرأة لا تستطيع الإنجاب وأخرى وافقت على وضع بويضة ملقحة في رحمها مقابل مبلغ مالي.
وبحسب الصفحة الموالية، فإن المرأة الثانية وافقت على تسليم الطفل للمرأة الأولى بعد الإنجاب.

وأضافت؛ أن المرأة الثانية امتـ.ـنعت عن تسليم الطفل للأولى، ما تسبب بنشـ.ـوب خـ.ـلاف بينهما ووصل إلى حد المساومة ورفع السعر.
وبالرغم من ذلك استمرت المرأة الحاضنة بالمواربة، مع العلم أن المستأجرة هي التي تتكفل بجميع مصاريف الطفل.
ولفتت الصفحة، إلى أن المرأة التي أنجبت الطفل قامت برفع دعوة قضائية، رغم حصولها على مقابل مالي من المرأة الأخرى.
وأشارت الصفحة، إلى أن هذه القضية تعتبر الأولى من نوعها في محاكم نظام الأسد.
وفي وقت سابق، كشفت تقارير صحفية عن عن إقدام العديد من السكان في مناطق سيطرة نظام الأسد، على بيع أعضائهم وخصوصاً “الكلى”، وهذا بسبب الأزمـ.ـة الاقتصادية التي يعـ.ـانون منها.
ما هو تأجير الأرحام
ويعرف تأجير الرحم، بالحمل البديل، وهو عبارة عن حل طبى يتم اللجوء إليه لمساعدة النساء غير القادرات على الحمل بسبب مشـ.ـاكل صحية
وتتم عملية الإخصاب خارج الجسم بتلقيح بويضة المرأة بماء زوجها فى المختبر قبل أن تتم زراعة واحدة أو أكثر من تلك البويضات المخصبة فى رحم امرأة متطوعة لتنمو وتستكمل فترة الحمل
وفى هذه الحالة يطـ.ـلق على المرأة صاحبة الرحم، اسم الأم البديلة بينما تكون صاحبة البويضة هى الأم البيولوجية، وعندما تلد الأم البديلة الطفل تسلمه للزوجين مقابل مبلغ متفق عليه.
أنواع تأجير الرحم
هناك طريقتين لتأجير الرحم، الأولى أن يتم تخصيب بويضة الأم البديلة بحيوان منوى من الأب سواء عن طريق إقامة علاقة جنسـ.ـية أو عبر التلقيح الصناعى
والذى يتم غالبًا عبر حقن السائل المنوى للأب البيولوجى داخل الجهاز التناسلى للأم البديلة، أو عن طريق استخدام السائل المنوى لمتبرع آخر.

أما الطريقة الثانية، فهى أن تتم عملية الإخصاب معمليًا خارج الجسم، وذلك عن طريق تلقيح بويضة الزوجة بالحيوانات المنوية الخاصة بزوجها
فينتج عن ذلك بويضة مخصبة جاهزة للحقن فى رحم الأم البديلة، يحمل الجنين هنا صفات جينية مكتسبة من الأم والأب البيولوجيين، وليس من الأم البديلة.
حرام شرعاً بسبب تداخل الأنساب
وأجرى موقع أوطان بوست، بحثاً على الإنترنت حول الموقف الشرعي من قضية تأجير الرحم، حيث أفضى البحث إلى أن هذا الأمر حرام شرعًا.
وهذا لأنه يعتبر تداخل فى الأنساب وهو عمل غير مشروع ويعتبر تجارة فى الأعضاء البشرية، فالرحم ليس ملكا لصاحبته ولا يجوز لها تأجيره.
وأكد الدكتور “سامر الدريعي”، في تصريح لموقع أوطان بوست؛ أن تأجير الأرحام حرام شرعاً لأن الرحم تابع لبُضْع المرأة والبُضْع لا يحل إلا بعقد شرعي كامل الشروط والأركان.
وأضاف الدريعي؛ “فالرحم إذن وقف على الزوج العاقد على المرأة عقداً صحيحاً ولا يحل لغيره أن يشغله بحمل دخيل”.
ويوجد فتوى صريحة من دار الإفتاء المصرية بتجـ.ـريم هذه الظاهرة، بحسب الدكتور على جمعة، فإنه لا يجوز شرعًا أن تستنبت المرأة فى رحمها بويضة من امرأة أخرى مخصبة
سواء كانت مخصبة من زوجها أو من غيره، وسواء كانت صاحبة البويضة امرأة أجنبية أو قريبة أو ضرة تشترك معها فى الزوج نفسه
وأجمع الفقهاء أثناء بحث هذه المسألة على حرمتها، لأن هناك طرفًا ثالثًا غير الزوج صاحب النطفة والزوجة صاحبة البويضة، وفقاً لموقع مبتدا.
بداية ظاهرة تأجير الأرحام
جـ.ـريمة تأجير الأرحام من التوابع التى تلت نجاح ولادة “لويز براون” كأول طفلة أنابيب فى العالم، فى 25 يوليو من عام 1978
وتلى ذلك انتشار بنوك المنى والبويضات، وما تلاها من تأجير الأرحام “الأم البديلة”، وبعد نحو 24 عامًا من تاريخ ولادة الطفلة “براون” تحولت “تجارة الأرحام” إلى تجارة رائجة فى الهند
ثم انتقلت إلى دول أخرى مثل تايلاند وأوكرانيا وجورجيا وروسيا وبعض الولايات الأمريكية، حيث جرى حقن عشرات الأرحام “المستأجرة” بتقنيات التخصيب المجهرى لإنجاب أطفال لأزواج وزوجات غير قادرين على الإنجاب.
وفي الأونة الأخيرة بدأت هذه الظاهرة في الظهور ببعض الدول العربية مثل مصر حيث تم رصد بعض الحالات على مواقع التواصل خلال العام الماضي.
كما أن هذه الحالة في سورية تعتبر الأولى من نوعها، حيث أنه لم يسبق أن تداولت وسائل الإعلام هذا الموضوع على أنه حدث في سوريا.
تجدر الإشارة، إلى أن أغلب المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد تشهد أزمـ.ـات متلاحقة، وسط تذمّر الموالين.
وهذا بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والأساسية بعد ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية.