غطت العديد من النزاعات المسلحة ووصفت قصف حمص بأسوأ صراع .. 9 سنوات على رحيل الصحفية الأمريكية “ماري كالفن”

غطت العديد من النزاعات المسلحة ووصفت قصف حمص بأسوأ صراع.. 9 سنوات على رحيل الصحفية الأمريكية “ماري كالفن”
أوطان بوست ـ فريق التحرير
مر على رحيل الصحفية الأمريكية “ماري كالفن” عن عالمنا حوالي تسع سنوات، والتي كانت تعمل كـ مراسلة صحيفة لدى “صانداي تايمز” الأمريكية.
والتي قتلت خلال قصف لـ نظام الأسد، استهدف أحياء بابا عمرو في مدينة حمص وسط البلاد في 21 شباط /فبراير من عام 2012.
حيث كانت كالفن هناك مع صديقها المصور الصحافي “ريمي أوتشليك”، لتوثق ما يجري داخل سوريا خلال الحرب.

ماذا كانت تعمل ماري في سوريا؟
تسللت الصحفية كالفن بأعجوبة إلى الأراضي السورية، رغم القبضة الأمنية لنظام أسد على الصحافيين حينئذ.
ففي شهر شباط/فبراير عام 2012، دخلت كالفن إلى سوريا بواسطة دراجة نارية كي تغطي أحداث قصف النظام والميليشيات التابعة له.
حيث كان ذلك القصف الهمجي لا يترك مناطقا سكنية ولا ومرافق صحية، وأخرى تعليمية وأيضا المكاتب الإعلامية الثورية، وغرها، إلا ويقصفها.
ونقلت “ماري كالفن” ما رأته في سوريا من قتل وتشريد وإجرام للنظام السوري، واصفةً قصف حمص بأنه “أسوأ صراع واجهتهُ على الإطلاق”.
مقتل “ماري كالفن“
لكن لم تستطع كالفن الإكمال في نقل الأحداث الواقعة في سورية، حيث أنها بعد أن ظهرت في بث مباشر مساء يوم 21 شباط /على قناة بي بي سي.
وبجانبها القناة الرابعة البريطانية وسي إن إن وآي تي إن عن طريق خدمة الهاتف الفاضي، تعرضت كالفن للقصف من قبل نظام معترضا إشارات اتصالها.
رواية نظام الأسد
أعلن الإعلام التابع لنظام الأسد في صباح يوم 22 شباط/ فبراير عام 2012، عن وفاة الصحافية “ماري كالفن”، و زميلها المصور ريمي أوتشليك”.
وقال إن السبب مقتلهما هو عبوة ناسفة بدائية الصنع مملوءة بالمسامير، تم زرعها من الإرهابيون.
لكن المصور “بول كونروي” الذي كان برفقة كولفين وأوتشليك ونجا من الهجوم، نفى رواية النظام، مؤكدا أن ماري وريمي كانا يحزمان معداتهما عندما قصفت المدفعية السورية مركزهما الإعلامي .
محاولات لإدانة نظام الأسد
لكن القضاء لم يجد سبيلا لمحاكمة من قاموا بقتلها، بالرغم من مرور 9 سنوات، في حين حملت محكمة مقاطعة كولومبيا الأمريكية، النظام الأسدي مسؤولية قتل الصحافية الأمريكية.
وذلك في عام 2019، وقضت بتغريم النظام بـ 302 مليون دولار مطالبة إياه بدفع 2.5 مليون دولار كتعويض لشقيقة كالفن و 11.836 دولارا بدل عن نفقات الجنازة.
لكن نظام أسد نظر إلى قرار المحكمة على أنه “تحصيناً سياسياً وقانونياً للإرهابيين”، كما اتهم ضحيته ماري بدخول الأراضي السورية بطريقة غير شرعية.
وأن الجهات المعنية لم تكن تعلم بوجودها، مضيفين أن موتها جاء مصادفة في مناطق الإرهابيون، بحسب ما تم ذكره في صحيفة “الوطن” الموالية.
إنجازات كالفن الصحفية والإنسانية
غطت “ماري كالفن”، تجارب صحفية عدة، ومنها النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط.
كما غطت كالفن صراعات في دول أخرى ككوسوفو وسيريلانكا وتيمور الشرقية وغيرهم، إلا أن رحلة كالفن توقفت في سوريا.
وأنقذت الصحفية الراحلة حياة 1500 امرأة وطفل من مُجمعٍ كانت تحاصره القوات المدعومة من إندونيسيا عام 1999، أثناء تغطيتها للحرب الأهلية هناك.
ولم تقبل التخلي عنهم وظلت برفقة قوة تابعة للأمم المتحدة، ما جعلها تنشهر على الصعيدين الإعلامي والإنساني.
مبادرات من أجلها بعد الموت
ظهرت بعض المبادرات لتخليد ذكرى الصحفية الشجاعة، حيث قامت عائلتها بإنشاء صندوق “ماري كولفين” التذكاري.
وكان ذلك بدعم من مؤسسة “لونغ آيلاند” المجتمعية، لتقديم تبرعات خيرية باسم “ماري كالفن”، كما أسست جامعة ستوني بروك مركز ماري كولفن للتقارير الدولية.
كما رفع عدد من محامي عائلة كالفن في عام ،2016 دعاوى مدنية ضد نظام الأسد، في سبيل الحصول على دليل يثبت تورط النظام بقتل كالفن في حمص.
وفي عام 2018، عرض فيلم “حرب خاصة”، الذي يحكي قصة الصحافية “ماري كولفن”، والتي جسدت شخصيتها الممثلة “روزاموند بايك”.
ويذكر أن سوريا تصدرت قائمة أكثر الدول فتكا بالصحفيين عالميا بحسب التصنيف العالمي الصادر عن “لجنة حماية الصحافيين”.
وبلغ عدد الصحفيين الذين تم توثيقهم من قبل “رابطة الصحفيين السوريين” منذ 15 من آذار/مارس عام 2011 حتى عام 2019 نحو 452 إعلاميا.
منهم 33 إعلامياً قضوا تحت التعذيب السجون التابعة لحكم رأس النظام السوري، “بشار الأسد”.