بشار الأسد يؤسس لتفسير ديني على مقاس نظامه .. كثير من المسلمين لا يفهـ.ـمون الدين ويطبقونه بشكل غير صحيح

بشار الأسد يؤسس لتفسير ديني على مقاس نظامه .. كثير من المسلمين لا يفهـ.ـمون الدين ويطبقونه بشكل غير صحيح
أوطان بوست – فريق التحرير
أفاد رأس النظام السوري “بشار الأسد”، بأن كثيراً من المسلمين لايفهـ.ـمون الدين بشكل صحيح، ويقومون بتطبيقه بشكل خاطئ.
وركز الأسد، خلال حديثه على تصدير التفسير والآليات الدينية التي تخدم روايته الرسمية للأحـ.ـداث الجارية في سوريا.
جاء هذا خلال اجتماع دوري لوزارة الأوقاف التابعة لنظام الأسد أمس الإثنين 7 كانون الأول/2020، عُقد داخل مسجد “العثمان” في العاصمة دمشق.

وقال رأس النظام السوري؛ إن كثيرًا من مفاهيم الدين غير واضحة، مضيفاً أن “العـ.ـدو الحقيقي للإسلام ليس من الخارج
وإنما من أبناء الدين الإسلامي أنفسهم الذين يطبقون الدين بشكل غير صحيح، ويجهـ.ـلون سبب ممارستهم للشعائر الدينية.
واعتبر بشار الأسد، أن الحـ.ـرب على سوريا، والمؤسسة الدينية فيها ليست وليدة السنوات العشر الماضية.
الليبرالية الحديثة تتعـ.ـدى على الحريات
ورأى الأسد، أنها قادمة من “الليبرالية الحديثة” التي تحـ.ـارب العروبة بشكل أساسي من أجل نسـ.ـف الدين والمجتمع، فهي تعتبر حجره الأساسي وعماده الأول، حسب قوله.
وبخصوص مفهوم الليبرالية الحديثة، أفاد الأسد، أنها هي التي سوقت فكرة أن الطفل لا يختار دينه بنفسه، هذا تعـ.ـدٍّ على حرية هذا الشخص.
وأضاف، أنه لاحقًا عندما يكبر يختار الدين الذي ينتمي إليه مع أن هذا منـ.ـاقض لطبيعة الإنسان، لأن الإنسان منذ أن كان يخترع أديانًا ويخترع آلهة ويخترع أصنامًا، كان الابن بشكل غريزي ينتمي لدين العائلة التي ولد فيها.
وفي خطاب مطول تحدث رأس النظام عن مفاهيم خصها بالدين الإسلامي، قال: إن كثيرًا من الذين خرجوا من المساجد وهتفوا “الله أكبر” ملحدون.
في إشارة إلى المظاهرات التي طالبت بإسقـ.ـاط نظامه عام 2011، مؤكدًا بذات الوقت أن سوريا تخلصت من “الإخـ.ـونجية” (جماعة الإخـ.ـوان المسلمون) الذين حـ.ـاربوا سوريا، حسب تعبيره.
واعتبر الأسد، أن المؤسسة الدينية طهرت المدن السورية “المحررة” من التخـ.ـلف والتعـ.ـصب والتكـ.ـفير
وأشاد بدورها في “الحـ.ـرب” المستمرة في سوريا منذ 2011، مؤكدًا أنها طالما كانت “رديفة للجيش السوري” في هذه “الحـ.ـرب” وفي نشر الفقه الصحيح.
وأشار الأسد إلى أن التطبيق الصحيح للدين يجب أن يعتمد على تفسير صحيح للقرآن، مقارنًا ما يقصده بالسياسة التي لا نستطيع الحكم على حدث يتعلق بها قبل عشرات السنوات
أي أن التفاسير السابقة لا تناسب المرحلة الراهنة، مشيدًا بالتفسير الذي أصدره وزير الأوقاف السوري، عبد الستار السيد، تحت اسم “التفسير المعاصر الجامع”.
وقال؛ إن التفسير الذي أصدرته وزارة الأوقاف، يخص جميع الطـ.ـوائف في الدين الإسلامي، وهو نقطة التقاء مع المسيحيين.
وسبق لوزير الأوقاف السوري أن خصص في عدة مناسبات عبر موقع وزارة الأوقاف وصفحتها في “فيس بوك”، مناشير تتحدث عن إطلاق “التفسير الجامع”
واعتبر، إياه المرجعية الفقهية الجديدة المتمثلة بـ”المجلس العلمي الفقهي”، وهو بالضرورة يعني إجـ.ـبار كل القطاع الديني السوري (في مناطق سيطرة النظام) على اعتماده كمرجع في التفسير.
نقاط على خطاب الأسد
من جهة أخرى، وضع مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” مجموعة من النقاط على خطاب الأسد في منشور استنتاجي.
ونشر المركز عبر “فيس بوك”، مقالاً للباحث معن طلاع، اعتبر أن خطاب الأسد يحمل “أخطاء كـ.ـارثية” في “الأطروحات” التي اعتقد (النظام) أنها “فلسفية”.
واعتبر الباحث أن أطروحات بشار الأسد “تخيلات سطحية” تفتقد أدنى “درجات العلمية” وفهم “السياق الاجتماعي والسياسي للتحولات الفلسفية”.
وحول “تموضع العقيدة” و”ضرورات التفقه”، قال الباحث في مركز “عمران”، إن “النظام قدم في هاتين المقولتين جملة من التطويعات السياسية
والتي تخدم سرديته للأحداث ليُعزز مقاربة حافظ الأسد في تعامله مع المؤسسة الدينية الرسمية
ألا وهي: أنهم جنود في خط الدفاع عن النظام عبر التأييد ولَوك الدين وتفسير نصوصه، وفق ما يريده السلطان، وبالتالي تكريس مبدأ: الدين الصحيح بعيون القائد”.
تركيز الأسد على مبدأ العروبة
وبخصوص تركيز الأسد في خطابه على مبدأ العروبة واعتبارها “كإطار حضاري”، قال معن طلاع، إنها “نظريًا صحيحة، وقد أكد عليها الكثير من الفلاسفة العرب
لكن الأسد طوّعها أيديولوجيًا ليُمركزها كهوية حزبوية، وبالتالي فالمدلول السياسي لذلك مفاده مركزة البعث في الدولة والمجتمع والفرد”.
وردًا على إشارة رأس النظام السوري إلى “استهـ.ـداف الليبرالية الحديثة للدين”، قال الباحث إن “الأسد قدم هنا طرحًا مليئًا بالتناقضات
فتارة استنتج أن العلمانية موجودة في الدين الصحيح، وتارة اختصر الليبرالية بتخيُلات أراد أن يعزف على وترها أمام الدعاة والشيوخ. والنتيجة مدخلات مشوهة لمخرج مقصود”.
وأضاف الباحث أن مصطلح “الإخونجية” الذي ورد بخطاب بشار الأسد “أراد التدليل على الخـ.ـيانة العظمى لكل الاتجاهات السياسية والاجتماعية التي خرجت ضد حكمه
وجعلهم، وإن لم ينتموا إلى الإخوان، فإنهم يسيرون على نهج الإخوان (أي جعلهم مهنة ينتمي اليها الإخوان وغير الإخوان طالما أنهم خرجوا ضده)”.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد كرر منذ عام 2011 روايته حول هوية المطالبين بإسقـ.ـاطه في مظاهرات عمت المحافظات السورية
بأنهم إرهـ.ـابيون وينتمون إلى جماعة “الإخـ.ـوان المسلمون”، التي شن الرئيس السابق، حافظ الأسد، ضدها حملات عسكرية، استهدفت أيضًا معارضين لا ينتمون لها، أبرزها في حماة عام 1982.