محاولة لإعادة إنتاج نظام الأسد بصيغة روسية جديدة .. وتحركات موسكو على خط المعارضة السورية بطيئة جداً

محاولة لإعادة إنتاج نظام الأسد بصيغة روسية جديدة .. وتحركات موسكو على خط المعارضة السورية بطيئة جداً
أوطان بوست – فريق التحرير
أجرت الدبلوماسية الروسية، خلال الفترة الأخيرة العديد من اللقاءات مع شخصيات سورية معارضة لنظام الأسد، ما تسبب بإثارة العديد من الأسئلة حول مدلولات هذه اللقاءات، وحقيقة المساعي الروسية في إطار الملف السوري.
وكانت آخر اللقاءات الروسية، التي جمعت نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، برئيس “منصة موسكو” المعارضة، “قدري جميل”، ووفقاً لبيان الخارجية الروسية أمس، الثلاثاء، فإن بوغدانوف وجميل ناقشا الحل السوري في سياق محادثات “أستانا”، والقمة الثلاثية التي جرت مطلع تموز الحالي.
ويأتي هذا اللقاء بعد أسبوعين من زيارة بوغدانوف للعاصمة القطرية “الدوحة”، ولقاء الرئيس السابق لـ “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، ورئيس حركة أمل سوريا “أحمد معاذ الخطيب”، بحسب ما أعلنته الخارجية الروسية.

وذكر بيان الخارجية الروسية الصادر في 23 من حزيران الماضي، إن الطرفين “تبادلا بشكل مفصل وجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا، مع التركيز على آفاق التسوية السياسية للأزمة في البلد، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
من جهة أخرى، أفادت مصادر إعلامية، نهاية الشهر الماضي، عقد السكرتير الأول للبعثة الروسية الدبلوماسية الدائمة لدى الأمم المتحدة “سيرغي ميتوشن”، اجتماعاً مع مجموعة من السوريين العلويين المعارضين لنظام الأسد، وأطلـ.ـق عليهم اسم “العلويين المؤثرين”.
إقرأ أيضاً: فراس طلاس يكشف علاقة “ذو الهمة شاليش” باستهـ.ـداف قاعدة حميميم الروسية .. كبير حراس الأسد مطلوب لــ “روسيا”
وتم التباحث مع روسيا حول رؤيتهم للحل في سوريا، وقد تم التأكيد خلال هذا الاجتماع على أهمية عقد اجتماع جديد للتوصل لحل.
روسيا في مأزق .. ماذا تريد ؟
وفي هذا السياق، أشار الكاتب السوري “غسان المفلح” خلال حديث له، مع موقع “روزنة” بأن روسيا تسعى خلال المرحلة الحالية لإيجاد أكبر مساحة من التقاطعات؛ على رؤيتها للحل في سوريا، أقلّه في المنطقة التي تتشارك فيها السيـ.ـطرة مع الأسد وإيران، وثغرة في المناطق أو في الموقفين الأميركي والتركي والدولي عموماً.
وأضاف الكاتب؛ أن موسكو تتحرك في محاولة لتبيان أن لديها ما تقوم به في سوريا، (وذلك) نظرا إلى قيام أميركا بتجميد الوضع أو تزمينه تبعا لقانون “قيصر” وما يريد الأمريكان منه… لهذا في كلتا الحالتين الموقف الروسي في مأزق.
ورأى الكاتب؛ أن استمرار عهد الأسد “بتوليفة جديدة” أمر لم يعد أحد يستطيع تسويقه بعد قانون “قيصر” الأميركي، مشيراً؛بالقول “أما توليفة بدون الأسد فالروس غير قادرين عليها إلا بموافقة إسرائيلية… هذا أيضا يدركه أطراف أستانا والأسد نفسه، لهذا الروس يحاولون تقوية أوراقهم في هذا الحراك فقط، وبدون أفق واضح”.
إقرأ أيضاً: شاب تركي يستـ ـغل اسم وزير الداخلية “سليمان صويلو” في علاقته بفتاة وقام بتهـ.ـديدها وأسرتها .. قصة مثيرة؟
واعتبر المفلح، أن قانون قيصر، أدخل سوريا في مرحلة “تزمين ترامبية بدلا من التزمين والتعفن” التي أدخلها فيها “بارك أوباما”.
وأضاف، أنه يجب معرفة الفارق بين الرؤيتين كي نحدد المساحة التي تتحرك فيها روسيا، و لا مؤشرات نوعية ماعدا قيصر قبل الانتخابات الأميركية، لأنه من وجهة نظري إذا أتى الديمقراطيون سيفرغون قيصر حتى من مضمونه الترامبي.
صياغة جديدة لنظام الأسد
وفي سياق متصل، اعتبر الباحث السياسي “عبدالرحمن عبارة”، أن تواصل الخارجية الروسية المباشر بشخصيات المعارضة السورية ليس الأول من نوعه، غير أن ما يميّز اللقاءات الأخيرة أنها أشمل من ذي قبل.
ورأى عبارة، أنها لم تقتصر على اللقاءات الشخصية والمعلنة كلقاء السيدين “معاذ الخطيب وقدري جميل”، بل شملت تواصل نائب وزير الخارجية الروسي “بوغدانوف” هاتفيا مع شخصيات أخرى بالمعارضة السورية لكن لم يتم الإفصاح عنها، لأسباب لم تتضح بعد، حسب تعبيره.
وأشار الباحث السوري، إلى أنه كان من اللافت الانتباه إلى وصف الخارجية الروسية -للمرة الأولى- بعض من التقاهم بوغدانوف بـ المؤثرين العلويين في الشتات”، معتبراً أن مساعي موسكو الأخيرة يمكن إدراجها ضمن سياق إعادة إنتاج نظام الأسد وفق صيغة جديدة.
إقرأ أيضاً: مسؤول في حزب البعث: المواقف الــ “رجولية” والمبادئ الثابتة هي سبب استهداف بشار الأسد
على أن تحفظ هذه الصيغة لموسكو هيمنتها لعقود طويلة على القرار السياسي والعسكري والاقتصادي السوري، مشيراً إلى أن إنهاء الحـ.ـرب هو أبرز ما يهم روسيا على المدى القصير.
وكذلك إعادة شرعية نظام الأسد الكاملة في المحافل الإقليمية والدولية، وبسط النظام سيطـ.ـرته على كافة الأراضي السورية، ودفع الدول الخليجية والغربية لتمويل عملية إعادة الإعمار في سوريا.
التحركات الروسية على خط المعارضة السورية بطيئة جداً
ولفت عبارة، إلى أن التحركات الروسية، على خط المعارضة السورية بطيئة جداً، حيث يتشكّل الانطباع السائد عنها بأنها تحركات غير جدية في إيجاد حل مشترك للقضية السورية.
ورأى الباحث، أن هذه التحركات غير مجدية على أكثر من صعيد، لكنها في الوقت ذاته تحمل في طياتها الكثير من الهواجس، وفق تعبيره، مشيراً على ذلك بقبول بعض تلك الشخصيات منفردة بالطرح الروسي، الأمر الذي سيدعم شرعية النظام ويزيد من ضعف أجسام المعارضة السورية.
وأشار في ختام تصريحاته، إلى أن اللقاءات التي “تأتي بين الحين والآخر لتدعم المزاعم الروسية التي تقول؛ بأن موسكو على تواصل مع جميع الأطراف السورية سواء المؤيدة للنظام أو المعارضة له.
إقرأ أيضاً: كاتب روسي: موسكو تقف إلى جانب الفيلق الخامس ضد نظام الأسد في الجنوب السوري
وفي الوقت ذاته، هي محاولة لرصد آراء المعارضة السورية حول (أفكار وعناوين) للحل السياسي في سورية تطرحها الإدارة الروسية بين الفينة والأخرى.
حل سياسي في سوريا
وكان المتحدث باسم “هيئة التفاوض” المعارضة، “يحيى العريضي“، أشار إلى وجود مساعٍ روسية من أجل الوصول لحل سياسي في سوريا.
وقال العريضي؛ في تغريدة عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، نهاية الشهر الفائت، إن ما يشاع حول تواصل الروس مع شخصيات ومكونات سورية من أجل الوصول للحل السياسي في سوريا أمر صحيح، منتقداً في الوقت ذاته تلك المساعي.

وذكر العقيد المنشق خالد القطيني، في تغريدة عبر حسابه الشخصي في موقع “تويتر” أن الروس يقودون لقاءات سرية مع عدة شخصيات وليس معاذ الخطيب فقط.
إقرأ أيضاً: كاتب روسي: لو قررت موسكو إزالة الأسد من السلطة فقد تفشل هذه الخطوة حتى لو كانت من خلال الانتخابات الوطنية
وأشار القطيني، إلى أنه “حالياً من المبكر الحكم على ما يجري من تحضيرات وورشات عمل روسية للالتفاف على مشاريع قيصر”، مضيفاً؛ أن مندوب بوتين لم يلتقي فقط مع شخص معاذ الخطيب على وجه الخصوص والذي اعتبره البعض أنه انتقاء فريد، إنما هناك 10 شخصيات أخرى التقى فيها الروس بشكل سري لم يعلن عنه بعد”.