
سر عبارة “ديوث الشام وهدهده” يرحل مع الشاعر مظفر النواب .. من كان يقصد؟
أوطان بوست – فريق التحرير
لطالما أنه اشتهر بلقب “الشاعر الثوري”، في ظل نعته للطغاة من حكام العرب، وللأنظمة التي اكتست بثوب الفساد.
يتبادر إلى الأذهان، قصائد الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب، التي ستجد فيها شجباً وندباً للطغاة .. لكن هل نسيَ أحد؟
يتساءل سائل: أين حافظ الأسد من قصائد النواب؟ أليس هو ذاته من باع الجولان لإسرائيل، بحرب استعراضية قبل نحو 50 عاماً؟
أليس هو ذاته من قتل وشرد آلاف الحمويين عام 1982؟، بل أين النواب من بشار الأسد، الذي يفتك بانتفاضة 2011؟
مظفر النواب ونعت الأسد بغموض
أثارت قصيدة للشاعر مظفر النواب، والتي حملت عنوان “تل الزعتر – بنت الصباح”، غموضاً لم يتضح، وذهب معه إلى مرقده.
لقد أدى تلك القصيدة، في زمن كانت فيه مشاعر الحب لفلسطين جيٌاشة، ومعها خيانات الحكام العرب، التي كانت هدفاً للنواب.
استعرض الشاعر في تلك القصيدة، مصطلحات قاسية تخللتها شتائم مثارة بحرقة، أداها على وتريٌ السوقية والشعبوية، إن صح التعبير.
فوردت فيها عبارة “ديوث الشام وهدهده”، لكنه لم يحدد الهوية، علماً أن الجميع اتفق على أن المقصود هو حافظ الأسد.
هذا عن الديوث، أما المقصود بالهدهد فهو عبدالحليم خدام، مع العلم أن الشاعر الراحل لم يتطرق لذكر الاسمين عنوةً.
مظفر النواب وإشارة الاستفهام
عبارة ديوث الشام، لا تعنِ بالضرورة أنها موجهة لحافظ الأسد، كما الهدهد لخدام، لأنه على أي حال لم يستعرضهما.
والأهم من ذلك، أن النواب استقر في دمشق، لفترة زمنية معينة، حتى أنه حظيَ بمنزل خاص به في العاصمة.
الأمر الذي يستوجب وضع إشارة استفهام عند اسمه، وحول طبيعة العلاقة التي تربطه بحافظ الأسد.
هناك إجماع على أنه قصد حافظ بعبارة ديوث الشام، لكن على الطرف المقابل، تجد أن هذا الديوث منحه منزلاً خاصاً.
وإذا افترضنا أن ذلك يصب في سياق سياسة الأسد، بالتعاطي مع الشخصيات الثقافية، فإن هذا من الإجحاف.
لأن حافظ الأسد هو نفسه، من صب جام غضبه على الشاعر السوري الكبير نزار قباني، بسبب إحدى قصائده.
ومن منظور آخر، ربما غض الأسد الأب النظر عن النواب، نكاية بنظام صدام حسين، لاسيما أن الشاعر الراحل من معارضيه.
على أي حال، رحل مظفر النواب، ورحل معه سر عبارة “ديوث الشام وهدهده”، تاركاً خلفه غموضاً أبى أن يتضح.
عدا عن غياب قصائده وأشعاره، في حضرة الثورة السورية، التي انتفضت بوجه أكبر طاغية عرفه التاريخ.
صدح صوته في حضرة الطغاة، إلا أنه كان غامضاً عند أذن حافظ، وغائباً على أعتاب بشار، وهنا إشارة استفهام أخرى!
تجدر الإشارة إلى أن الشاعر مظفر النواب، توفي 20أيار2021, في مستشفى الشارقة بدولة الإمارات، عن عمر ناهز 88 عاماً.