قراءة في زيارة بايدن الأخيرة إلى بولندا .. جولة تفقدية مبطنة بثلاثة رسائل فما هي؟

قراءة في زيارة بايدن الأخيرة إلى بولندا .. جولة تفقدية مبطنة بثلاثة رسائل فما هي ؟
قراءة – عبدالرزاق سرجاوي
لم تكن زيارة الرئيس الأمريكي “جوبايدن” إلى بولندا مؤخراً، مجرد جولة تفقدية لجنوده في القاعدة العسكرية، على الحدود مع أوكرانيا.
فلا شك أن هناك رسائل عدة، أراد بايدن إيصالها إلى عدوه اللدود “فلاديمير بوتين”، الذي بات يهدد أمن أوروبا بأكملها.
رسائل أمريكية
يمكن استنباط ثلاثة رسائل من زيارة بايدن إلى بولندا، رسائل من الممكن اعتبارها أنها تلميح لتكريس التهديدات الأمريكية السابقة.
أما الرسالة الأولى، فهي موجهة بحد ذاتها إلى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، والمقصود هنا دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
الجناح الشرقي لأوروبا، بات اليوم مهدداً بجموح بوتين، الذي لم يدخر جهداً أو وقتاً أو منبراً، لإرسال برقيات الوعيد لأوروبا.
وهذا ما ساهم بشكل أو بآخر، بتزعزع الثقة بين دول الحلف، بسبب التخبط الكبير والقلق الذي أحدثه بوتين بمواصلة الحرب.
زيارة بايدن إلى بولندا، ربما أنهت هذا الهاجس الأوروبي الشرقي، أو أنها ربما خففت من حدته، على أقل تقدير.
لا سيما أن تلك الزيارة، تزامنت مع تعزيزات أمريكية على الحدود مع أوكرانيا، من خلال زج أكثر من 10000 آلاف جندي إضافي هناك.
عدا عن أن واشنطن قامت بتعزيز تواجدها العسكري هناك، بنشر بطاريات باتريوت، تحسباً لأي طارئ قد يحدث.
فإذاً يمكننا القول: إن واشنطن أرادات طمأنة الحلفاء، مؤكدة لهم أن المظلة الأمريكية موجودة دائماً، ولا يمكن أن تتخلى عنكم.
بينما استهدف بايدن من خلال رسالته الثانية، روسيا بحد عينها، بمعنى أن أي تفكير بالاعتداء على دول الناتو، ستترتب عليه عواقب وخيمة.
أي أن إذا ما فكر بوتين بشن هجمات أو اعتداءات على دول الحلف، سيكون الرد الأمريكي مختلفاً إلى حد كبير.
وهنا لابد من العودة للتذكير بأن الولايات المتحدة عززت من تواجد جنودها في بولندا، ونشرت بطاريات باتريوت، كنظام صاروخي دفاعي.
أما الرسالة الثالثة والأخيرة، فهي متعلقة بالجانب الإنساني، لا سيما أن بولندا استقبلت أكثر من مليوني لاجئ أوكراني، منذ بدء الحرب.
وبالتالي فإن بايدن أراد أن يؤكد لوارسو، أن الولايات المتحدة، ستستمر في تقديم الدعم الإنساني لها، لاحتواء أزمة اللاجئين.
وكان الرئيس الأمريكي جوبايدن، قد زار بولندا أمس الجمعة، في جولة تفقدية للقاعدة العسكرية الأمريكية، على الحدود مع أوكرانيا.