
اتخذ موقفاً مؤيداً للثورة السورية .. وفاة الشيخ “عدنان السقا” متأثراً بإصـ.ـابته بفايروس كورونا في إسطنبول
أوطان بوست – فريق التحرير
توفي الشيخ الداعية “عدنان السقا”، متـ.ـأثراً بمضاعفات إصـ.ـابته بفيروس “كورونا”، وذلك في مكان إقامته بمدينة إسطنبول التركية.
ويعتبر السقا، من أبرز علماء محافظة حمص “الكبار” وأشهرهم، وكان قد اتخذ موقفاً مؤيداً للثورة السورية، منذ انطـ.ـلاقتها في عام 2011.
واضـ.ـطر الداعية السوري، لمغادرة مدينته حمص، على خلفية مواقفه المنـ.ـاهضة لنظام بشار الأسد.

ونقلت مواقع إخبارية سورية، عن مصادر مقربة من الداعية السقا؛ حول وفاته، حيث أكدت المصادر، إصـ.ـابة الشيخ عدنان السقا بفيروس “كورونا” قبل قرابة عشرة أيام، على الرغم من اتخاذه لكافة التدابير الوقائية.
وأشارت المصادر، إلى أن السقا، كان قد التزم منزله منذ بداية انتشار الفيروس في تركيا، لكنه أصـ.ـيب بشكل مفاجئ، في الأيام الماضية.
وبحسب ما رصد أوطان بوست؛ فإن الحالة الصحية للشيخ عدنان السقا، ساءت خلال الأيام الأربعة الماضية، ما استدعى نقله إلى غرفة العناية المركزة، حتى توفـ.ـي اليوم بعد مضاعفات الإصـ.ـابة”.
من هو الشيخ عدنان السقا؟
ولد الشيخ “عدنان بن فهمي السقا”، في مدينة حمص عام 1942، ويحمل الثانوية العامة الفرع العلمي.
وكان السقا، مؤهلاً لدخول كلية الطب، لكنه أحبّ أن يدخل كلية الشريعة بجامعة دمشق، لمحبته للعلم الشرعي وتخرج منها عام 1966.
حصل السقا على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة بنجاب بلاهور في الباكستان عام 1995
وكان قد تتلمذ على عدد كبير من المشايخ والدعاة منهم: محمد طيب الأتاسي (مفتي حمص)، الشيخ محمود جنيد، الشيخ محمد الهاشمي.
ومارس الداعية الحمصي العمل الدعوي والتربوي والتعليمي في الثانويات العامة والشرعية، والمعاهد الشرعية في عدد من مدن العالم الإسلامي.
وفي الأعوام التي سبقت انطـ.ـلاقة الثورة السورية كان السقا خطيباً ومدرّساً وإماماً في مسجد الهدى في حيّ الأندلس بجدة قرابة عشرين عاماً.
وبعدها تولى الخطابة والإمامة في جامع قباء بحمص، وفي جامع النوري الكبير، كما كان خطيباً لسنوات في جامع العنابة ومصطفى باشا والخيرات والباشات وجامع عثمان وغيرها.
سوريون في ينعون السقا
ونعى المفكر الإسلامي وعضو أمناء المجلس الإسلامي السوري “عبدالكريم بكار”، وفاة الشيخ عدنان السقا، عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك.
وقال بكار؛ فقـ.ـدت الأمة الإسلامية اليوم علما من أعلامها ومرشدا من مرشديها الكبار فضيلة الشيخ “محمد عدنان السقا”، الحمصي السوري الأخ الحبيب والصديق العزيز.
وبحسب ما رصد أوطان بوست، وصف المفكر الإسلامي الراحل عدنان السقا بأنه، “رجل متفرد في اللطف وكرم الأخلاق والنشاط والهمة والدعوة والكثير من الشمائل الحميدة”.

من جهته، نعى الباحث السوري “عباس شريفة”، الشيخ الراحل عدنان السقا، وهذا عبر حسابه في موقع تويتر.
وقال شريفة، جالست الكثير من الدعاة فلم أجد أكثر سماحة ولا فكاهة ولا لطفا واستعابا ولا شجاعة من الشيخ المربي عدنان السقا.
وختم تغريدته، بقوله؛ “رحم الله شيخنا ومربينا والعزاء الخالص لأهله وتلامذته والأمة الإسلامية بفقد هذا الرجل الثـ.ـائر الحر وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
أبرز أعمال عدنان السقا
مارس العمل الدعوي والتربوي والتعليمي في الثانويات العامة والشرعية والمعاهد الشرعية في عدد من مدن العالم الإسلامي.
خطيب ومدرّس وإمام في مسجد الهدى في حيّ الأندلس بجدة قرابة عشرين عاماً، حالياً خطيب وإمام ومدرّس في جامع قباء بحمص، وفي جامع النوري الكبير بحمص
وكان خطيباً لسنوات في جامع العنابة ومصطفى باشا والخيرات والباشات وجامع عثمان وغيرها.
أستاذ مادة الدعوة في معهد الفتح الإسلامي بدمشق قسم الدراسات التخصصية، ومدرّس في المعهد الشرعي والثانوية الشرعية بحمص.
درّس التربية الإسلامية ومادة اللغة الإنكليزية وعلم الأحياء وغيرها ببراعة في ثانويات مدينة حمص، وعضو مجلس الإدارة في جمعية العلماء بحمص.
ودرّس الكثير من الكتب، منها: الرسالة القشيرية، ورسالة المسترشدين، ومدارج السالكين، والحكم العطائية.
ومنهجه في تدريسها هو بيان الفوائد منها، والتنبيه على بعض القضـ.ـايا التي قد تَرِدُ في مثل هذه الكتب ليجمع بين العلم والروح.
وأشرف على تأليف رسالة مقاصد الرسالة القشيرية، التي قام كاتباها الأستاذان طارق الأبيض وأحمد مندو بتهذيب الرسالة القشيرية، واستخلاص فوائدها.
كانت له رحلات دعوية وتربوية كثيرة، وألقى العديد من المحاضرات الدعوية في أمريكا وأندونيسيا وباكستان وكندا والإمارات والسعودية والكويت والمغرب وتركيا وغيرها من دول العالم
ويعتبر السقا، من الدعاة الذين يدعون إلى الله على بصيرة ونور، بطريقة جميلة لبقة مهذبة، يمتاز بالاعتدال والوسطية، ويدعو إلى جمع الكلمة ووحدة الصف
وينتهج منهج الانفتاح على الجميع، وعنده قدرة على ربط الجمل وتوضيح المعاني وتوصيل الفكرة للمستمع بشكل كبير جداً ومؤثّر.
صاحب قلب محب يَظْهَرُ ذلك في دمعات عينه، وبسمات فمه، وتدفق كلماته، وهمسات التشجيع منه، ليكون بذلك أستاذاً في محبة المسلمين، بل أستاذاً مميَّزاً في فنِّ التواصل معهم.
ويُعرف بأنه، إنسان رقيق بكل معنى الكلمة، غزير الدمعة، يتواصل مع الناس، ويزورهم في بيوتهم، ويحضر أفراحهم وأحزانهم، يجلس معهم على الأرض، ويأكل من طعامهم
ويتواضع للجميع من الكبار والصغار، يساعد الفقراء والمساكين، ويشفع لهم عند الناس، وله الكثير من الأعمال الخيّرة المباركة.
وله فضل كبير في ترشيد الفكر الدعوي الإسلامي في مدينة حمص.
ويقول الشيخ الراحل أن هدفه في الحياة: أن يرضى الله عنه، وأن يرى رسالة الإسلام قد عمّت جميع بقاع الأرض، وأن يرى المسلمين جميعاً يداً واحدة على أعدائهم، وعلى قلب واحد.