دراسات وتحليلسوريا

موقع أمريكي.. مع تزايُد “الإحباط” يبدو أن موسكو بدأت تتعب من عبء سوريا

موقع أمريكي.. مع تزايُد “الإحباط” يبدو أن موسكو بدأت تتعب من عبء سوريا

أوطان بوست – وكالات

في خريف عام 2015 أنقذت روسيا نظام الأسد في سوريا من خلال نشر سـ.ـلاح جوي لمساعدته ضـ.ـدّ السوريين وتعزيز نفوذ موسكو في الشرق الأوسط.

الآن ومع وجود الكثير من سوريا تحت الأنقاض يواجه الكرملين خياراً مختلفاً.

ويمكنه دعم عملية صنع السلام التي تم إحياؤها بقيادة الأمم المتحدة أو أن ترى الغرب وهو يرفض مناشداته للحصول على مساعدات واسعة النطاق.

في الوقت الذي يستمر فيه “الصـ.ـراع” في سوريا يتعثر أكثر في محافظة إدلب الشمالية الغربية على الحدود التركية.

تتمسك الفصائل بما في ذلك الجماعات الجهادية بالمنطقة على الرغم من الهجـ.ـمات القاسية التي يشـ.ـنها النظام والإيرانيون المدعومون بالهجـ.ـمات الجوية الروسية.

في الشمال الشرقي انحسر القـ.ـتال قليلاً لكن قوى ميليشـ.ـيات الحماية المتحالفة مع الولايات المتحدة لا تثق بالنوايا التركية.

إقرأ أيضاً: في سوريا… مشكلة ثروة ضخمة وتحكّم بطائفة

إذ تستفيد الميليشـ.ـيات من حراسة الآلاف من مقـ.ـاتلي “تنظيم الدولة” والأسرى المحتجزين، ومنذ أن بدأت جائحة الفيروس التاجي، بدأ تنظيم الدولة في الهـ.ـجوم على سوريا حيث عزز الملاذ الآمن له في منطقة الصحراء الوسطى غرب نهر الفرات.

مع تزايُد الإحباط يبدو أن موسكو بدأت تتعب من عبء سوريا.

كتب دبلوماسي روسي بارز متقاعد الشهر الماضي على موقع إلكتروني مؤثر: أن سوريا كانت “كـ.ـارثة إنسانية”، وأضاف أن “الواقع العسكري الجديد لا يمكن أن يستمر دون إعادة البناء الاقتصادي وتطوير نظام سياسي يعتمد حقاً على نهج شامل وموافقة دولية”.

قد ينفد صبر الكرملين مع الأسد، ولكن من غير المحتمل أن يتخلى عن النظام.

إن سوريا هي الحليف الرئيسي الوحيد لروسيا في الشرق الأوسط، ويعد دور روسيا الضخم هناك مفتاحاً لأهداف قوتها العظمى الأوسع.

أبدت موسكو بعض الاهتمام بالحل السياسي.

في عام 2016 أعلن وزير الخارجية “سيرغي لافروف” و”جون كيري” عن العديد من عمـ.ـليات وقف إطلاق النار، لكنها انهارت، وقال لافروف: إن سوريا “مستنقع” و “حان وقت الحل الوسط”.

تعثرت المجهودات السياسية لعدة أسباب

الأول هو تعدد الأبطال والأولويات المختلفة.

برغم تودُّدها لروسيا وشراء أسلحة باهظة الثمن، تدعم تركيا المعارضة ضد الأسد وترى إيران سوريا كحليف وجسر بري لتدفق الأسـ.ـلحة إلى حزب الله، وقد تتسبب العقوبات الأمريكية في تقليص طهران في سوريا، لكن إيران لديها الكثير على المحك ولن تتخلى عن سوريا.

لا يمكن لروسيا أن تأخذ كعكتها في سوريا، وأن تأكلها أيضاً.

كما لا ينبغي على الكرملين أن يتوقع مساعدة غربية بينما تقـ.ـصف الطائرات الروسية أهدافها في سوريا مع الإفلات من العقاب وتحصين القواعد الجوية والبحرية التي تستهدف وجود الناتو في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

إذا استمر ضعف سوريا التي مزقتها الصراعات فسيكون هذا بمثابة تذكير دائم بأن روسيا قامت بتدمير البلاد، ثم لم يكن لديها الرغبة أو القدرة على التعافي وإعادة البناء.

قد تكون موسكو قصيرة النظر بشأن المساعدات الغربية قبل عامين، دعا سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي الاتحاد إلى إنفاق “عشرات المليارات” من اليورو على إعادة الإعمار في غضون أشهر، وإلا فإنه “يتحمل المسؤولية”.

يرى المانحون الغربيون نظام الأسد قاتِلاً، وتحتاج مشاريع المساعدة إلى وجود الأمن على أرض الواقع.

أصبحت المغامرة السورية أقل شعبية في روسيا

وأظهر استطلاع للرأي في ربيع 2019 أن الدعم انخفض من أكثر من النصف في أغسطس 2017 إلى أقل من النصف.

ويمكن أن يؤدي التراجع الاقتصادي الذي يلوح في الأفق في روسيا بسبب انخفاض أسعار النفط وتفشي “COVID” إلى تقليله أكثر.

بمرور الوقت قد تصبح المصالحة السياسية في سوريا حلاً أنسب لموسكو.

وبالمثل، فإن لَيّ الذراع الروسية في دمشق سيكون ضرورياً؛ لكي تُؤتِيَ عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة ثمارها.

وهذا يعني استخدام نفوذ أكثر مما كان للكرملين خلال مفاوضات “كيري” و “لافروف”.

إقرأ أيضاً: أحمد داود أوغلو: هكذا حاولت مع أردوغان وعبدالله غُل مساعدة بشار الأسد

ومن المهم أيضاً أن تكون الجهود الروسية للضغط على إيران لسحب قواتها من سوريا.

هذا ترتيب طويل، والأرجح أن الكرملين سيؤجل اتخاذ قرارات صعبة.

وإذا اتبعت روسيا الخيار الصحيح فيمكن للغرب ودول الخليج الغنية والصين أن تساعد في سوريا وتُقدِّم مساعدة سخية على الرغم من قيود التشديد لما بعد “COVID”.

أما إذا ماطلت موسكو في الحل السياسي فقد يستمر الغرب في منع المساعدة، ويواصل التعاون مع الشركاء الإقليميين.

المصدر: نداء سوريا + مجلة نيوزويك الأمريكية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً