
أوطان بوست – فريق التحرير
أجرى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، الجمعة 21 فبراير 2020، للبحث معه حول تطورات الأوضاع في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ونشرت الرئاسة التركية بياناً لها بعد الاتصال، أوضحت فيه أن الجانبين “الروسي والتركي” أكدا على ضرورة الالتـ.ـزام بالاتفاقيات المبرمة بشأن سوريا، مضيفة أن أردوغان طالب بوتين بالسيـ.ـطرة على نظام الأسد، لوقف المـ.ـأساة الإنسانية في إدلب.
وأشارت إلى أن أردوغان أكد لنظيره أن الحل في إدلب يمر عبر التنفيذ الكامل لبنود اتفاق سوتشي، والذي ينص على وقف هجـ.ـمـ.ـات النظام السوري على المنطقة.

وكان أردوغان قد أوضح في تصريحات له بعد أن أدى صلاة الجمعة في مدينة “إسطنبول”، أن نتيجة الاتصال ستحدد موقف تركيا في محافظة “إدلب”، منوهاً إلى استشـ.ـهاد جنـ.ـديين تركيين وتدمـ.ـير بعض المعدات إثر الاشتبـ.ـاكات العنـ.ـيفة المستمرة هناك بين المعـ.ـارضة السورية وميليـ.ـشيات النظام، ووصف ما يجري بالمنطقة بالـ “حـ.ـرب”.
إلا أنه تابع بالقول مؤكداً على أن خسـ.ـائر النظام في مقابل ذلك أكبر بكثير، حيث تم تحـ.ـييد نحو 150 عنـ.ـصراً من قـ.ـواته فضلاًًعن تدمـ.ـير 12 دبـ.ـابة و3 عربـ.ـات مـ.ـدرعـ.ـة و14 مدفـ.ـعا وعربتي دوشـ.ـكا في إدلب، وفق أحدث المعلومات.
وبخصوص الانسـ.ـحاب التركي من الأراضي السورية قال الرئيس :”الانسـ.ـحاب من هناك غير وارد ما لم يتوقف النظام عن اضطـ.ـهاد سكان إدلب.. لا يمكننا تحقيق وقـ.ـف إطـ.ـلاق النـ.ـار إلا بهذه الطريقة.. هذا الظـ.ـلم المستمر هنا سيتوقف”.
وتكلم أردوغان على معـ.ـاناة النـ.ـازحين في الشمال السوري، مشيراً إلى أن مليون شخص تقريباً نـ.ـزحـ.ـوا من إدلب، باتجاه الحدود التركية، وتابع بقوله :”أين سنوفر السكن لهؤلاء؟…من تدابيرنا في إدلب تأسيس منطقة آمنة، بطول 30-35 كيلومترا من حدودنا باتجاه الداخل السوري، وقد أقدمنا على خطوة جديدة حيال إقامة هذه المنطقة”.
وأكد أن أعمال تركيا في بناء مساكن مؤقتة “من الطوب مساحتها 25-30 متر مربع” متواصلة، وتابع بالقول: “بذلك تكون مقـ.ـاومة أشقائنا هناك قد ازدادت أكثر ضـ.ـد المناخ الشتوي القاسي، وهناك أيضاً أعمال مستمرة من قبل الهلال الأحمر التركي وهيئة إدارة الكـ.ـوارث والطـ.ـوارئ (آفاد) بشأن المواد الغذائية والإمكانات العلاجية”، وفقاً لوكالة الأناضول التركية.
وفي السياق ذاته نوه أردوغان إلى أن المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” كانت قد وعدته بتقديم 25 مليون يورو لتركيا من أجل اللاجئين، وإيصال هذا المبلغ بواسطة الصليب الأحمر، إلا أن الإجراءات الشكلية تطول لأن المساعدات تأتي بواسطة لجنة اللاجـ.ـئين، ولم تصل المساعدات بعد للهلال الأحمر التركي، كما أشار إلى إنه اقترح نفس الشيء على الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، وهو أن تركيا تنتظر منهم الدعم على غرار ميركل.
كما أعلن الرئيس عن اقتراح للرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية، بخصوص إجراء قمة رباعية (تركية، روسية، ألمانية، فرنسية) حول سوريا في إسطنبول بتاريخ 5 مارس/ آذار المقبل، مشيراً إلى أن الرد حول القمة لم يأت بعد من نظيره الروسي.
وبخصوص حقيقة الادعـ.ـاءات التي تتحدث عن طلب تركيا أنظـ.ـمة “باتريوت” من الولايات المتحدة، أوضح أردوغان إنه اقترح أصلاً لنظيره الأمريكي “دونالد ترامب”، شراء هذه الأنظـ.ـمة عندما كان ملف “إس-400” الروسية مطروحاً، مشيراً إلى أن أنقرة قالت لواشنطن إن بإمكانها استخدام النظامين في آن واحد إلا أن بلاده لم تحصل على رد إيجابي.
يشار إلى أن تركيا أجرت حظـ.ـراً على عبور طائرة شحن عسـ.ـكرية من طراز “Tu-154″، وطائرتين حـ.ـربـ.ـيتين من طراز “Su-24M” تابـ.ـعة للقـ.ـوات الجوية الروسية، وذلك بعد فشـ.ـل المفاوضات التي أجريت مؤخراً حول الوضع المأسـ.ـاوي في إدلب، واضـ.ـطرت الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا، إلى التحليق فوق بحر قزوين إلى إيران ثم العراق، قبل أن تدخل الأجواء السورية.
كما أن الجـ.ـيش التركي بدأ مع “الجـ.ـيش الوطني السوري” الخميس 20 فبراير الجاري، هجـ.ـوماً عسـ.ـكرياً ضخماً على قـ.ـوات النظام، تمهيداً لبدء عمـ.ـلية إدلب المرتقبة منذ بداية فبراير الجاري، وتمكّن من استـ.ـعادة الأراضي التي احتـ.ـلها النظام، والسيـ.ـطرة على مواقع إستراتـ.ـيجية في جنوب شرق إدلب، وإنشاء نقاط مراقـ.ـبة جديدة فيها، كما استطاع الجـ.ـيشان (التركي والوطني) التوغـ.ـل في بلدات كانت ميليـ.ـشيات الأسد قد احتـ.ـلتها، وألحق خسـ.ـائر كبيرة في العتـ.ـاد والعنـ.ـاصر.