تركيا

مستشار أردوغان .. تركيا تدير شؤون 10 ملايين سوري والاتحاد الأوروبي لم يفي بوعوده بخصوص السوريين

مستشار أردوغان .. تركيا تدير شؤون 10 ملايين سوري والاتحاد الأوروبي لم يفي بوعوده بخصوص السوريين

أوطان بوست – فريق التحرير

أشار “ياسين أقطاي”، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أن الوجود العسكري التركي شمالي سوريا ساهم في دعم الأمن والاستقرار للسوريين.

ولفت أقطاي، إلى أن بلاده تدير تركيا شؤون ما مجموعه 10 ملايين سوري بطريقة أفضل بكثير من النظام، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يفي بوعوده التي قطعها على نفسه من أجل تقديم المساعدة لهم.

وجاء حديث أقطاي في مقابلة نشرها موقع “الجزيرة نت”، بعنوان “الاتحاد الأوروبي وموقفه من الوجود التركي في سوريا”.

ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي / إنترنت

وأشاد المستشار التركي في حديثه بتصريحات وزير اخارجية بلاده “مولود تشاويش أوغلو”، التي أدلى بها الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع نظيرته السويدية آن ليندي.

وأضاف أقطاي، أن “تشاويش أوغلو اغتنم الفرصة للرد على على نظيرته السويدية، التي اعتُبر تصريحها خاليا من الحياد.

حيث قال أوغلو؛ “لا أعلم من أعطاكم صلاحية تخولكم أن تطالبوا تركيا بالانسـ.ـحاب من سوريا، أو تحذروها بضرورة الانسـ.ـحاب”.

وأكد أوغلو، بأن بلاده لا تريد تقسيم سوريا، مشيراً إلى دعم بعض الدول الأوربية لتنظيم pkk.

الذي يسعى إلى تقسيم سوريا، ومن أجل ذلك، تطالبون تركيا بالانسـ.ـحاب.

وأوضح أقطاي، أن “ما قاله وزير الخارجية التركي ليس موجها في الحقيقة إلى وزيرة الخارجية السويدية فقط؛ بل إلى دول الاتحاد الأوروبي أيضا”.

وأشار إلى أنه “بهذا الردّ، أوضح الموقف التركي وموقف بعض الدول الأوروبية ومساعيها من الملف السوري، ورسم صورة واضحة لما يجري على أرض الواقع.

حيث إنه بالنظر إلى القوات التركية إلى جانب قوات دول أخرى في الأراضي السورية، يبدو جليا أن الوجود التركي يصب في مصلحة الشعب السوري.

هذا فضلا عن التأييد الواضح، الذي يحظى به من الشعب السوري، كما أن المناطق السورية التي تنتشر فيها القوات التركية باتت تشكل ملجأ للسوريين الفارين من ويلات الحـ.ـرب”.

ولفت أقطاي إلى أن عدد السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تتواجد فيها تركيا يصل إلى 6 ملايين نسمة.

وذلك من إجمالي 14 مليون نسمة؛ أي ما يعادل 40% إلى 45% من إجمالي السكان.

ويعيش هؤلاء السوريون في أراضٍ تمثل مساحتها أقل من 10% من المساحة الإجمالية للبلاد.

وشدد على أنه “من خلال هذه المعطيات، من الواضح أن المناطق التي تسيـ.ـطر عليها تركيا تعد بمثابة ملجأ للمواطنين السوريين، الذين يفرون من مناطق الاشتـ.ـباكات طلبا للحماية.

كما أن ردّ وزير الخارجية التركي يعطي صورة واضحة عن الرؤية التركية من جهة، وأهداف الدول الأخرى في سوريا من جهة أخرى.

ولفت إلى أن “عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ حوالي 4 ملايين لاجئ، مما يعني أنه يعيش تحت حماية تركيا.

ما مجموعه 10 ملايين سوري، وهذا دليل على أن تركيا تدير شؤونهم أفضل من النظام السوري ذاته.

وأكمل أقطاي أن “المواطنين السوريين داخل الحدود السورية يفرون إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا هـ.ـربا من الظلم، الذي يمارسه النظام وتنظيم PKK (الإرهـ.ـابي) وروسيا وإيران.

وحول التعامل السلـ.ـبي من قبل الاتحاد الأوروبي مع ملف اللاجئين، تسآل أقطاي عن الدور الذي قدمه الاتحاد لوقف القـ.ـتال والحفاظ على أرواح المدنيين.

وأردف قائلا “ما الذي تفعله دول الاتحاد الأوروبي لحقن دماء السوريين، الذين يتعرضون للمـ.ـذابـ.ـح على يد النظام وعلى يد العناصر التي يدعمها النظام.

وكذلك على يد تنظيم PKK (الإرهابي)؟ ما الذي تفعله هذه الدول لهؤلاء المواطنين، الذين تُهدم بيوتهم فوق رؤوسهم؟”.

ونوّه إلى أنه “من واجب تركيا الإنساني أن توفر الملجأ لهؤلاء الأشخاص، الذين اختاروا ترك منازلهم بحثا عن الأمن، وتفتح أبوابها أمامهم..

أما دول الاتحاد الأوروبي، فقد عمدت إلى تغيير سياسات الهجرة الخاصة بها بعد وصول نسبة بسيطة من اللاجئين إلى أراضيها خوفا من المتاعب”.

وتابع “إن تأسيس منطقة آمنة داخل الحدود السورية كان في الحقيقة الحل الأمثل، الذي رأت فيه الدول الأوروبية خلاصها من ملف اللاجئين، لتلقي مسؤولية إنشائها على تركيا”.

وأوضح أقطاي أن “علاقة دول الاتحاد الأوروبي بنتظيم PKK (الإرهـ.ـابي)، القائمة على أسس غير منطقية، هي التي تقف وراء معارضتها للتدخل التركي في سوريا.

وهذا ما يجعلها تتجاهل حقيقة أن وجود القوات التركية في سوريا يصد موجات اللاجئين، التي يمكن أن تتدفق إلى الاتحاد الأوروبي”.

وحول ذلك أكد أقطاي أن “تركيا لم تحظ بالدعم المادي أو الاقتصادي أو السياسي المطلوب من الاتحاد الأوروبي رغم الدور المحوري، الذي تؤديه في منع تدفق موجات اللاجئين.

لكنها تتلقى في المقابل الانتـ.ـقادات اللاذعة من بعض دول الاتحاد الأوروبي، التي ترى أن الوجود التركي في سوريا سوف يحول دون تأسيس دولة مستقلة لـ(حزب العمال الكردستاني)”.

وشدد على أن “إرضاء الاتحاد الأوروبي لم يكن يوما من أهداف تركيا؛ بل كانت غايتها دائما مساندة القضايا الإنسانية.

التي تحتم عليها فتح أبوابها أمام الفارين من المـ.ـذابـ.ـح واللاجئين الذين دُمرت منازلهم.

ولا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي وأن تغلق أبوابها في وجوههم؛ لأنها بذلك ستكون شريكة في الجـ.ـريمة.

وبيّن أن “ما يحدث في سوريا لم يعد شأنا داخليا؛ بل أصبح يخص تركيا بدرجة أساسية، فالنيران التي تشتعل في بيوت السوريين قد وصلت شرارتها إلى تركيا.

مضيفاً أنه في حال حدوث أي مذابـ.ـح في سوريا يعني توافد الآلاف من اللاجئين إلى أراضيها.

وأنه “خلال الأعوام الأربعة السابقة، وقبل قرارها دخول الأراضي السورية، كانت تركيا قد استقبلت حوالي 4 ملايين لاجئ سوري، بينما ما يزال عدد مماثل ينتظر عند الحدود”.

وجدد أقطاي عزم تركيا على مكافحة جميع التنظيمات الإرهـ.ـابية في الإقليم، مشيرا إلى أنه “بالإضافة إلى هذا كله، هناك منظمة إرهـ.ـابية تتخذ من سوريا مقرا لها.

وتوجه أنشطتها ضد تركيا؛ إلا أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي ضد هذه التهديدات، كما تسعى لاستخدام كامل حقها للدفاع عن نفسها”.

واستنكر أقطاي الموقف الأوروبي من التنظيمات الإرهـ.ـابية في المنطقة.

وختم كلامه قائلا “سيسجل التاريخ الموقف الأوروبي غير المبالي من هذه المنظمات الإرهـ.ـابية التي تهدد تركيا، ودعمه المباشر وغير المباشر لها”.

مقالات ذات صلة